لماذا يكرهون فرج فودة؟!
هكذا سألني صديقي الذي عاد للحوار بعد انقطاع طويل.. وقلت: كرهونه لأن الإخوان والسلفيين قالوا لهم إنه شخص سئ يسئ للإسلام!
قال: يعني هو لم يسئ للإسلام فعلا؟
قلت: ولا مرة
قال: كيف ذلك والكل يقول هذا الكلام؟!
قلت: هي الكارثة أصلا في لفظ "الكل" يقول.. إذ يجب أن نسأل: أي كل؟ كل الإخوان؟ طبيعيا جدا.. كل السلفيين؟ منطقيا جدا.. كل المجتمع؟ هنا نتوقف ونقول لا.. كثيرون احترموا الرجل وكتاباته وغيرهم يؤمنون بها جدا.. إنما السؤال: هل كل الإخوان وكل السلفيين ومن صدقوهم من غير التابعين لهم قرأوا كتبه؟! نجزم أكثر إنه لا.. لم يقرأوا له شيئا!
اقرأ ايضا: أغلقوها كاملة حتي العيد ثم افتحوها كاملة للإنتاج!
قال: يعني إنت إللي قريت؟
قلت: لم أقرأ فحسب.. بل كنت طالبا صغيرا عندما ذهبت لجمعية التنوير والحوار بالقرب من كلية البنات بمصر الجديدة لنستمع له والصدفة جعلتنا نحضر المناظرة الشهيرة بمعرض الكتاب والتي استشهد بسببها.. ومنحنا بتوقيعه على كتابه "الملعوب" وكان آخر إصداراته..
أغلب كتبه قرأناها مبكرا ونحن في الثانوية العامة ثم كان يكتب في جريدة الأحرار التي شاء القدر أن تمر الأيام ونعمل بها بل ونشرف علي صفحة الرأي التي كان يكتب بها لكن كان قد انتقل إلي جوار ربه قبلها بسنوات!
اقرأ أيضا: أخطاء المواجهة الإعلامية لـ"كورونا" !
ولا نقول ذلك تفاخرا رغم ما به من فخر.. إنما نقوله حتي يعلم الجميع وتعلم.. إنه لا ينبغي لأحد منا أن يتكلم عن شئ لا يعرفه ويتحدث عن كاتب لم يقرأ له أو عن كتاب لم يقرأه!! هذه العادة يجب أن تتوقف فهي أس المصائب كلها!
قال: إذن لماذا هاجموه وكفروه؟
قلت: لأن أطلق سهامه في الاتجاه الصحيح.. فكتابه "الحقيقة الغائبة" أثبت أن كل عصور المسلمين حكمها بشر وعاش بها بشر.. يصيبون ويخطئون.. ولم تكن مجتمعات ملائكية كما يصور المتطرفون لأتباعهم!
وفي كتابه "قبل السقوط" ردود واقعية ومقنعة على مطالب تطبيق الشريعة التي هي مقولة حق يراد بها باطل.. وفي “الملعوب” فضح لسبوبة شركات توظيف الأموال.. وهكذا في “النذير” و”زواج المتعة” وباقي كتبه.. ناقش البشر ولم يعترض علي الخالق..
اقرأ ايضا: كورونا.. بالحديد والنار!
عاد للتاريخ ليضرب الأمثلة ولم ينكر معلوما من الدين.. لم يكن الرحل فقيها ولم يزعم ذلك.. إنما كان مسلما من حقه أن يسأل وإن يفكر.. وأن يسأل وأن يفكر ضرب في صميم صميم.
الفكرة التظيمية التي تقوم عليها جماعة الاخوان وتقوم عليها الجماعات السلفية.. لا تفكير ولا أسئلة بل طاعة عمياء! ومن هنا كان التفكير بالتخلص منه.. حيا بالرصاص وميتا بالتشويه ورغم ذلك يقاتل بأفكاره رغم غيابه منذ عام ٩٣ ولم يزل صامدا يؤرقهم..
الخلاصة.. إن اردت أن تتعرف علي أفكار ما فإقرأها بنفسك.. وإن أردت إن تتعرف علي مفكر ما.. فإقرأ له بنفسك.. حتي لو سترفضه في النهاية.. لكن لا تجعل بينك وبين المعرفة حجاب!
