رئيس التحرير
عصام كامل

لا رهان على "وعي الشعب" والعدو مجهول!

مع بداية انتشار فيروس كورونا كان الرهان الحقيقي على الوعي المجتمعي للتأكيد على مدى خطورة هذا الوباء على الصحة العامة والمجتمع ككل والاقتصاد الوطني في مصر.. وكانت البدايات مبشرة بالخير حيث كان هناك التفاف كبير حول قرارات الحكومة..

 

ولكن مع مرور الوقت يبدو أن الشعب المصري "زهق" من الجلوس بالمنزل وقرر أن "يتعايش" بطريقته الخاصة مع هذا الفيروس.

 

والغريب أن قرار الشعب بالتعايش بشكل جديد مع هذا "الفيروس" جاء مبكرا جدا حيث إن أعداد المصابين تتزايد من يوم إلى آخر والآثار الاقتصادية السلبية ترتفع من ساعة إلى أخرى.. وتحول الرهان على وعي الشعب إلى "وهم" كبير في ظل محاربة عدو مجهول لا أحد يعرف مكانة أو زمانة أو حتى من أين يأتي وكيف ينتشر؟!

 

اقرأ أيضا: صادقون في الكذب!

 

أنا هنا لا ألوم على التصرفات الغريبة التي بدأت تظهر داخل المجتمع المصري والتي تدعو إلى القلق الشديد.. ولا أستطيع تحميل الحكومة أكثر مما تحتمل ولا أجد لها المبررات حتى لو كانت خاطئة في الكثير من القرارات وأولهم وأبرزهم هو قرار التعويل على وعي الشعب من البداية..

 

إذن نحن أصبحنا أمام أمر واقع كل الحلول فيه مرة.. وبما أن الوعي المجتمعي لا يصل إلى مرحلة الاطمئنان إلا مع عدو ظاهر ومعروف.. فيجب أن يكون التعايش الجديد مع الفيروس بالشروط التي تفرضها كل لغات العالم، وغير ذلك سيكون عواقبه وخميه للغاية على البلد ككل وليس فئة دون أخرى.

 

اقرأ أيضا: "مي" بدون "سامي".. أقوى!

 

أما وأن قررنا التعايش فلا بد أن تتخذ الحكومة القرارات الصعبة والصعبة جدا ضد المخالفين لشروط التعايش الجديدة.. فالتعايش مع  هذا الوباء في بلد يعيش فيها 100 مليون إنسان وظروفه الاقتصادية صعبة وعاداته وتقاليده تختلف من مكان إلى آخر داخل المجتمع الواحد يجب أن يكون نموذجيا حتى لا تحدث الكارثة التي لا نتمناها بانتشار الفيروس بشكل يضر بكل شيء داخل البلاد مثلما حدث في دول عديدة.

يا شعب بلادي.. تعايشوا مع "الفيروس" إن كان هذا هو الحل الوحيد أمامكم ولكن بشروط الحكومة وليس بشروطكم.. فطالما التعويل على الوعي أصبح بلا وعي فلابد أن ندفع جميعا الثمن بأن نتقبل كل القرارات والإجراءات التي سيتم اتخاذها من أجل مرحلة التعايش الجديدة.. حتى لا نصل إلى المرحلة التى لا تحمد عقباها.

وللحديث بقية طالما في العمر بقية..

 

الجريدة الرسمية