التحدي في زمن الغرور!
البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية له رأي آخر في كورونا، فقد ذهب إلى أن "هذا الفيروس" إنذار من الله ورسالة منه للإنسان بأنه مخلوق ضعيف، ورغم ذلك فقد تجبر وتكبر في عيون نفسه وتناسى الخالق..
وقد جاء هذا الوباء نذيراً لإيقاظ البشر.. فالأزمات فرصة للتوبة ومراجعة الأولويات.. وفي النهاية فإن "كورونا" أمره كله أولاً وآخراً في يد الله وحده.
ما قاله البابا تواضروس لا يختلف كثيراً عما قاله عالمنا الراحل الدكتور مصطفى محمود بأن الفيروس هو التحدي في زمن الغرور؛ ذلك أن الإنسان تمرد على قوانين الله ونظمه، وبلغ غروره مداه، بعد أن زرع قلوب الموتى في أجساد الأحياء، ومشى على القمر، وابتدع هندسة وراثية يخلق فيها وظائف جديدة للميكروبات، وعمل أطفال الأنابيب..
اقرأ أيضا: هل نعود إلى سيرتنا الأولى؟!
فهذا فيروس صغير يقول لسان حاله "اقدر عليه بقا".. وهو مجرد لفت نظر ورحمة من الله حتى يتخلى الإنسان عن غروره وجبروته.
ويفسر عالمنا الجليل الراحل قصة الفيروس فيقول: "إن هناك تركيباً عجيباً للفيروس من مادة داخل الغلاف.. هذا الفيروس خُطط له سلفاً، وجرى إعداده لهذه الوظائف التدميرية.. وفي المقابل ليست الصحة أمراً رتيباً عفوياً بل جعل الله لنا نظماً دفاعية وخلايا مناعية تنقذنا كل يوم من أمراض كثيرة بعد أن تهزم الميكروبات والفيروسات في معركة ضارية لا نراها بأعيننا".
وفي كل الأحوال وأياً ما تكن تداعيات كورونا فإنها إما أن تعيد للبشرية صفو إنسانيتها وروح آدميتها.. أو ترمي بها في المهالك وطريق اللاعودة.. وقد رأينا بأعيننا كيف لأضعف مخلوقات الله الذي هو جند من جنوده أن يصيب العالم كله بالشلل والفزع..
اقرأ أيضا: وبدأ التعايش مع كورونا!
وهو في جوهره منحة لو رجعت البشرية لربها وراجعت نفسها وتخلت عن شرورها.. فلا تلعنوا كورونا.. فإن العالم بعدها لن يكون أبداً كما كان قبلها.. ويكفي كورونا أنها علمتنا جميعاً -حكاماً ومحكومين- معنى الحجر والحجز وتقييد الحرية، ودفعتنا دفعاً للدعاء والتضرع والاستغفار والإقلاع عن المعاصي والمنكرات..
يكفيها أنها خففت من قبضة التلوث على كوكب الأرض كله بعد تراجع انبعاث سموم المصانع والعوادم التي قتلت الخضرة وأخلت بالتوازن البيئي في جميع الأنحاء.