دفاعا عن مدينتهم وعن قطاعنا الخاص
على غير ما يسير الجمع أمضي؛ ليس من باب خالف تعرف، ولكن من باب أن للحقيقة أكثر من وجه، ففي الوقت الذي اخترقت فيه السوشيال ميديا حاجز الصمت إزاء إعلان مدينتي، المتهم بترسيخ الطبقية وما آل إليه الحال من جدل ساخن تورطت فيه وسائل إعلام دون تحري الدقة، أو السير وفق ما هو منطقي بعيدا عن "شوشرة" الإعلام الاجتماعي.
أولًا من حق الإعلام الاجتماعي باعتباره إحدى أدوات الرأي العام في التعبير أن يقول ما يراه دون أن نتقيد بمضمونه الواسع واختزاله لأحداث وتاريخ لا يمكن أن يكون على هذا النحو من الاجتزاء.
اقرأ ايضا: اقتلوا رجال الأعمال أو انفوهم
بداية لا أعرف هشام طلعت مصطفى ولكني أعرف جيدا مجموعة طلعت مصطفى وتاريخها العريق الذي لا يمكن لمنصف أن يتجاهله فتلك المجموعة قدمت لطبقة ليست قليلة نموذجا معماريا ومدنا تعيش وتتطور وتضيف إلى المنتج العقاري جديدا لابد وأن يكون السوق بحاجة إليه وإلا فما هو تفسير أن يسكن مدنهم أكثر من ٧٠٠ ألف عائلة وتضم تلك المجموعة أكثر من ٨٠ ألف عامل ومهندس وموظف ومسوق.
ولنا أن نتخيل الوضع لو أن بلادنا لا تملك مثل هذه المجموعة خصوصا وأنها تلبى احتياجات عبرت عنها هذه الأرقام سواء من المستهلكين لمنتجها أو العاملين فيها من أبناء الشعب المصري وحدود معلوماتي أن جزءا من الطبقة المتوسطة التي كانت أمامها فرص الترقي في السلم الاجتماعي توجهت إلى مثل هذه المنتجات في بدايتها ولو أن الشركة قدمت منتجا لا قبول له فإن الوضع سيكون تلاشيا لها ولدورها في الأسواق وطبيعة الحياة أن يكون فيها أغنياء وفقراء والناس درجات خلقهم الله ووضع أمامهم الإمكانيات ومن جد وجد.
اقرأ ايضا: فوائد كورونا
وإذا كان بإعلان مدينتي ما يلوث المشروع ويتهمه بترسيخ الطبقية فإن المتعاطين ضد الإعلان مارسوا نفس الطبقية بالسخرية من سكان مدينتي، وهذا لايعني أن وجهة نظري في الإعلان مثالية ولكن إذا كنا نراه يرسخ للطبقية فنفس المنطق يفرض علينا ألا نتهم سكان مدينتي أنهم من اللصوص أو نسخر من طريقتهم في نموذج الحياة الذي اختاروه.
وإذا كان المستثمر أيا كان لونه أو وضعه يسعى إلى الربح فإن هذا المستثمر لا يمكنه تحقيق ذلك دون تحقيق رغبة اجتماعية في منتجه ومن الشاذ أن نطالب مجموعة طلعت مصطفى ببناء مساكن للفقراء أو محدودي الدخل فهذا دور الدولة ممثلة في وزارة الإسكان وأجهزتها.
وقبل أن نختزل مجموعة طلعت مصطفى في شخص أو نموذج فإن علينا أن نتذكر في الأحوال المعيشية التي تحققت لأكثر من ٨٠ ألف مصري يعملون بهذه المجموعة، وهذا دور عظيم للقطاع الخاص في استيعاب الكفاءات والعمالة وخلق فرص عمل بظروف أفضل.
اقرأ ايضا: يعقوب.. رسالة في الزمن الصعب
في كل دول العالم تفخر الشعوب بالقطاع الخاص فكل يوم يبدأ فيه نشاط للقطاع الخاص تبدأ عجلة التشغيل في الدوران ويستفيد المجتمع فهؤلاء الذين يعملون في مجموعة طلعت مصطفى هم أبناؤنا وليسوا مستوردين من الخارج.
إن التنوع سمة الحياة وطالما كان النشاط مشروعا فإن الفائدة التي تعود علينا جميعا تفرض علينا عندما ننتقد مشروعا أو إعلانا أو مجموعة استثمارية كبرى أن نكون منصفين وداعمين حتى لو طالبنا أصحابها بتفسير إعلانهم أو الاعتذار عنه.