حول أزمة "الكمامات"!
شدد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على الالتزام بارتداء الكمامات الطبية تجنبا للإصابة بوباء "كورونا" وأشار في اجتماعه مع عدد من الوزراء إلى ضرورة الحرص على الالتزام بالإجراءات الوقائية في جميع قطاعات الدولة ومؤسساتها.
كلام جميل.. لكن هل يعلم رئيس الوزراء أنه لا توجد كمامات في جميع الصيدليات المصرية.. ولا أدرى ما معنى "يشدد" رئيس الوزراء على ارتداء كمامات ليست موجودة في الصيدليات، ولماذا تأخر الاتفاق مع المصانع لتخصيص خطوط لإنتاجها.. طالما إن هذا ممكنا.
اقرأ ايضا: إسكندرية.. ليه؟!
بالتأكيد الوباء لم يفاجئنا، وبدأنا الاستعداد لمواجهته منذ فترة طويلة، وما كان ينبغى أن نهمل توفير الكمامات بأسعار تناسب دخول البسطاء الذين يستخدمونها. أسبوعان بالتمام والكمال وأنا أواصل البحث في جميع صيدليات التجمع الخامس عن كمامات بلا جدوى، بينما لا يتوقف التليفزيون عن التحذير من عدم استخدامها، وما بين تلك التحذيرات والإجابات الموحدة من الصيدليات "نأسف لعدم وجود كمامات" احتار دليلنا..
وبالأمس نصحنى صديق بأنه اكتشف صيدلية صغيرة في مدينة نصر تبيع الكمامات، وكانت سعادتى لا تقدر وأنا أتلقى إجابة مختلفة من الصيدلى، ولكن أبلغنى أن سعر الكمامة الواحدة عشرة جنيهات، وعندما أبلغته أن الحكومة أعلنت سعرا موحدا أربعة جنيهات، أجاب إذا لم يعجبك السعر اذهب إلى الصيدلية التي تبيعها بأربعة جنيهات، ولم يكن أمامى سوى الرضوخ.
وإذا لم يكن هذا التصرف من أصحاب الصيدليات يمثل استغلالا للظروف الصعبة التي يعانى منها الناس فكيف يكون الاستغلال؟! كان من المفترض أن يتجاوب أصحاب الصيدليات ويقبلون بالربح المحدد الذي وضعته الدولة، ولكنها تحولت إلى السوق السوداء في ظل غياب نقابة الصيادلة والجهات الرقابية.
اقرأ ايضا: الأزمة الليبية أعمق بكثير
وأليس مستغربا أن تختفى الكمامات من جميع الصيدليات في وقت واحد، وكأن هناك اتفاقا بينها على "تعطيش" السوق، ثم تفرض الأسعار المبالغ فيها.
ألا يرى المسئولون أن هناك ارتباطا بين ارتفاع أعداد الإصابات يوميا، وبين اختفاء الكمامات، وأنه لا سبيل للحد من تلك الزيادة سوى أن تتوفر الكمامات للمواطنين بأسعار تناسب دخولهم، خاصة أن المواطن يحتاج إلى أكثر من كمامة في اليوم الواحد، إذا كان مضطرا للخروج للعمل. تساولات تحتاج إجابات واضحة.