العام الدراسي الجديد (مشكلات وحلول)
أصوات ومقترحات تعالت بين أروقة الحكومة والشارع المصري في الآونة الأخيرة عن شكل اليوم الدراسي في ظل جائحة الكورونا التي تضرب العالم كله الآن.. وكيف نتعايش مع هذه الجائحة لو استمرت لبداية العام الدراسي القادم لا قدر الله، في ظل ارتفاع الكثافة داخل الفصول وقلة الوعي والثقافة بين الطلاب في تلك الفئة العمرية.
فلا أحد ينكر أن التكنولوجيا والتعلم عن بعد سيكون له دور قوي جدا وفعال في تلك الفترة ولكن فلنتفق جميعا بأن المدارس الخاصة تتفوق على الحكومية في الإمكانيات، وفي جودة المعلم وفي الاحتفاظ بالمجهود بطرق حديثة وفي التواصل والاهتمام بالطالب، ولكن هذا لا يعني تقصير مجهود المدارس الحكومية في هذا الصدد، ويبقى الطالب هو المحور الرئيسي في هذا الموضوع، فإذا درس فهو بأمان وإذا لم يدرس فهو بالفعل سيتأثر.
بالنسبة لي كمتخصص ومهتم ومسئول سابق في وزارة التربية والتعليم أرى لو تم الاعتماد على التعلم عن بعد فلنأخذ في الاعتبار أنه ليس في شرح الدرس، وإنما في تصميم أفكار فعالة تجذب الطالب إلى هدف الدرس آخذين بالاعتبار مرحلة الطالب والتكنولوجيا والأدوات التي يمتلكها في البيت، وخاصة في المرحلة الأساسية والمتوسطة وتوظيفها في مهارات متنوعة.
وبالتالي تبقى إمكانيات المعلم وأفكاره ومهاراته هي عنصر الحسم الثاني فان قام بواجبه وأبدع بالفكرة وأوجد الهدف وجذب الطلاب ووسع من مداركهم من خلال عدة طرق فقد نجح.
هنا يأتي دور دائرة التصميم والتطوير التي أنادي بأن تكون في كل مدرسة خاصة وحكومية العام القادم، والتي لو أنها موجودة حقا لأدركت ماذا ستفعل وماذا سيلزم لتبقى متفوقة وتزيد من تأثيرها الآن وفي المستقبل في الأسلوب والطرق والتطبيق وليس في شرح دروس مشروحة وموجودة ولا تختلف عن بعضها البعض إلا في الأصوات واللغة.
قرأت منذ سنوات أنه من القرن الثامن وحتى القرن العشرين كان كل شيء قد تغير الطرق والفنادق والمستشفيات.. لكن المدرسة لم تتغير.. استمر التعلّم في الغرفة الصفية.. ربما لأن التعليم يبدأ بالتلقين.. ثم بالتقليد ثم بالاعتماد على النفس ثم بالانطلاق ثم بالإنتاجية.
إعادة المتعة للمدارس تبدأ من المعلم
أما فيما يخص الحلول المقترحة للإجراءات الوقائية من خطر فيروس كورونا في العام الدراسي الجديد فمن وجهة نظري الشخصية لا بد وأن تكون بشكل لا مركزي حسب ظروف كل محافظة، ويقوم المحافظ المختص بإجراء مسح شامل وجمع بيانات دقيقة عن أعداد الفصول والطلاب بحافظته وتحديد مناطق الكثافة الطلابية العالية.
بحيث يكون إجراءات الحل وفق لكل إدارة تعليمية، وهنا يقوم بتقسيم اليوم الدراسي إلى فترتين الفترة الأولى تبدأ من الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا (جميع المدارس الابتدائية والإعدادية تستقبل طلاب المرحلة الابتدائية + ( KG2+ KG1 ).
أما الفترة الثانية فتبدأ من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الساعة الخامسة (جميع المدارس الابتدائية والإعدادية تستقبل طلاب المرحلة الإعدادية بنين وبنات)، أما فيما يخص الثانوي العام فقط فجميع مدارس الثانوي العام تستقبل طالبات الثانوية العامة (بنات) في الفترة الصباحية، أما الفترة المسائية -تبدأ من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الساعة الخامسة نفس مدارس الثانوي العام تستقبل طلبة الثانوية العامة بنين.
علما بأن عدد الطلاب في حجرة الدراسة حسب المقترح سيكون حوالي 15 طالبا. على الأكثر داخل الفصل ونستطيع جعل المسافة مترا مربعا بين كل طالب وآخر مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية.
«الثقافة السياحية».. ضرورة في المناهج التعليمية
هذا المقترح من المؤكد أنه سيقابله تحديات ومن أبرزها عدم توافر معلمين بشكل يكفي لتغطية المرحلتين، خاصة في ظل زيادة عدد الفصول كثافة الطلاب.. وهنا نستطيع التغلب عليها من خلال إعادة التوزيع العادل للمعلمين بالمحافظة، مع التأكد باستكمال نصاب كل المعلمين بالإضافة إلى تفعيل قرار (الأجر مقابل العمل).
وهنا يستطيع المعلم أن يأخذ ضعف نصابه مقابل تحرير عائد مادى له عن كل حصة تزيد على نصابه، ويعتبر أيضا وسيلة جديدة لزيادة دخل المعلمين، بالإضافة إلى تطبيق الخدمة العامة في مجال التعليم وتشغيل التربية العملية بالتنسيق مع كليات التربية مع التعاقدات الجديدة التي تجريها الوزارة الآن.
أما الحلول الاستراتيجية طويلة ومتوسطة الأجل فتكون بزيادة ودعم ميزانية الوزارة، خاصة بند الأبنية التعليمية وإزالة كل المدارس ذات الطابقين والطابق الواحد لإنشاء مدارس متعددة الطوابق. ذات تصميمات تتسع لعدد أكبر من الطوابق والفصول والتوسع الرأسي في المباني بعد التأكد فنيا من قدرة المبنى، خاصة في المناطق التي يصعب فيها إيجاد أراضٍ شاغرة لبناء مدارس جديدة.
وهناك أيضا المجمعات التعليمية الحالية التي بها مدرسة أو أكثر من كل مرحلة وبها فناء لكل مدرسة.. يمكن في هذه الحالة أن يكون لكل مدرستين فناء مشترك مع تبادل وقت الفسحة بين المدرستين. ونقوم بإنشاء أجنحة جديدة في هذه الفراغات وبناء مدارس فى الظهير الصحراوي في المناطق القريبة من العمران خارج المدن، مع تيسير مواصلات مجانية أو مدعمة إليها.
مقترح لحل مشكلة الكثافة في الفصول
وهذا الحل لجأت إليه بالفعل المدارس الخاصة. ومشاركة رجال الأعمال بقروض ميسرة للوزارة. على أن يساهم أولياء الأمور بمبالغ رمزية – مثلاً خمسة جنيهات كل عام عن كل طالب. تخصص لدعم الأثاث والمباني.. مع فتح مجال التبرع مع مراعاة عدم الإكراه.
وكذلك الشفافية في إنفاق هذه التبرعات في أوجهها الصحيحة، علما بأنه لا بد من وضع خطة تنفيذية مدروسة ومحكمة لكل عنصر سبق شرحه على حده، من منطلق الشيء الذي لا يخطط لا يتابع والذي لا يتابع لا ينفذ. وهذا مجرد تصور أو مقترح قد يحتمل الصواب أو الخطأ.. والله من وراء القصد.
Tarek_yas64@yahoo.com