من ينصف الفلاح المصرى؟!
ربما كان القطاع الريفي أكثر الخاسرين من آثار الطقس السيئ الذي استمر ثلاثة أيام صعبة، لم تشهدها مصر من قبل.
مناطق ريفية عديدة في سيناء ومطروح والبحر الأحمر تعرضت لأمطار غزيرة وصفت بأنها تصل إلى حد السيول، وجرفت العواصف في طريقها منازل المزارعين التي أقيمت بطريقة بدائية، واقتلعت الأشجار.
ولم يكن تأثير الطقس السيئ على باقى القرى في جميع المحافظات الأخرى أقل.. عاش الفلاحون أصعب أيامهم خلال تلك الفترة، منازلهم تتهدم، الأشجار تقتلع، الدواجن التي يربونها في منازلهم لم تصمد أمام تلك الموجة الصعبة..
اقرأ أيضا: عندما يتكلم.. البابا!
وتصبح المصيبة أكبر عندما يتعلق الأمر بالماشية التي لا يخلو منها بيت فلاح، ونحن نعلم أن الجاموسة أو البقرة أو "الحمار" يرعاها الفلاح ليس أقل من أولاده، وعندما يرى ماشيته تذبل بفعل هطول الأمطار والرياح الشديدة، لا يملك سوى الدعاء إلى الله أن تمر الأزمة على خير.
ومن أسف أن القنوات الفضائية تجاهلت تلك الحالة المأساوية التي يعانى منها الفلاح المصرى، والتي لن تنتهى باستقرار الأحوال الجوية.
الفلاحون لا صوت لهم عبر وسائل الإعلام بالرغم من أنهم يدركون أنه ليس بمقدور الدولة أن تواجه غضب الطبيعة أكثر مما فعلت، ولكنهم يطالبونها بأن تراعى ما أصاب محصول القمح الذي كاد أن يدمر بفعل المطر والرياح وكان قبل ساعات فقط مبشرا.
اقرأ أيضا: ليست مكافأة عن نهاية الخدمة!
ليس سرا يذاع أن القمح هو المحصول الرئيسى الذي يعتمد عليه الفلاح طوال العام، سواء في توفير الرغيف، أو العائد من بيع المحصول.. كانت مشكلة الفلاح مع الدولة أنها تسعر القمح المستورد بأكثر من السعر الذي يحصل عليه الفلاح المصرى.
وأظن أن الفرصة حانت لأن تنصف الدولة الفلاح وتغير تلك المعادلة غير العادلة.