دفاع مستتر عن الإرهاب!
أسخف كلام قرأته عن مسلسل الاختيار الذي يحظى بأكبر نسب مشاهدة مصريا وعربيا جاء في إطار مقارنته بمسلسل النهاية الذي احتج عليه الإسرائيليون لأنه أشار إلى نهاية إسرائيل وبالتالي يركز على العدو الحقيقي لنا، بينما مسلسل الاختيار لم يحتج عليه الإسرائيليون لأنه يصرف الانتباه عن عدوهم الحقيقي.
سخافة هذا الكلام وخبثه في ذات الوقت إنه لا يعتبر الإرهاب عدوا أيضا رغم إنه لا يتوقف عن إيذائنا منذ سنوات، وآخر عملية إرهابية قبل أيام قليلة سقط لنا فيها عشرة شهداء في عمر الزهور.
إنه دفاع مستتر ومبطن عن هذا الإرهاب الأسود الذي نخوض حربا ضارية معه الآن.. دفاع عن التطرّف الذي صنع لنا وحوشا آدمية تقتل وتدمر وتخرب.. وهو أيضا إساءة إلى شهدائنا الذين سقطوا وهم يحاربون هذا الإرهاب، وهم الذين دفعوا حياتهم ثمنا لمنحنا الأمن والسلام والاستقرار.
إن الذين يدافعون عن الإرهاب يتنكرون دوما خلف أقنعة متنوعة وأحد هذه الأقنعة هو الحديث عن العدو التاريخي لنا وهو إسرائيل.. أليس هذا ما يفعله الخليفة التركي الجديد أردوغان.. لا يكف عن الهجوم على اسرائيل، وفي ذات الوقت لا يتوقف عن التعاون الوثيق معها في مجالات شتى، اقتصادية وعسكرية وسياسية أيضا.. وأليس ذلك ما يفعله الإيرانيون أيضا وكل المنظمات التي ترعاها إيران في منطقتنا؟!
إن الإخوان استثمروا الصراع العربي الإسرائيلي لتوسيع نفوذ جماعتهم في مصر، وجمع مزيد من الأموال وأيضاً تبرير تأسيسهم تنظيما مسلحا سريا مارس العنف مبكرا في مصر، وأعادوا تأسيسه في السنوات الأخيرة ليكون سلاحهم من الاستعادة للحكم الذي طردوا منه شعبيا قبل نحو سبعة أعوام مضت.
ولذلك هم يهاجمون مسلسل الاختيار عبر أبواقهم الإعلامية بالخارج لأنه يكشفهم ويسهم في خلق وعي حقيقي ضد عدو خطير لنا من خلال ذكرى أحد أبطال وشهداء القوات المسلحة.. والسخيف أن هناك في داخل البلاد من يجاريهم في ذلك بخبث شديد.. سحقا لهؤلاء الذين يدافعون بخبث عن الإرهاب الذي ابتلانا به الإخوان منذ أكثر من تسعين عاما مضت.