رمضان أهلا
يحل شهر رمضان المبارك هذا العام ضيفا عزيزا ولكن في ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا المستجد و"المستبد" أيضا الذي ربما يغير في طقوس الشهر الكريم ظاهريا لكنه يفتح الفرص العديدة للسلوك القويم بطاقة من الروحانيات والإيمانيات والإحساس بآلام الآخر عن طريق الكفّ عن سلوكيات خاطئة.
ستتعطل الولائم الأسرية والموائد الجماعية وما يحدث بها من إهدار وإسراف في الطعام والشراب، إذ يلزم الجميع منزله، فيقل الإهدار في الموائد التي يمكن الاستعاضة عنها بوجبات مغلفة تذهب إلى بيوت المحتاجين بكل حي وشارع سرا، أو تعطى لعابري السبيل في عبوات نظيفة تكفي إفطارهم وربما ما بقي منها يسد احتياجهم وأسرهم لخانة السحور، وقد كان سابقا مصيره القمامة.
سيتعطل تكرار عمرة رمضان، التي كان البعض يمارسها كل عام بنوع من المباهاة (أقول المباهون وليس المشتاقين إليها)، ولو ذهبت أموال العمرة والهدايا والنفقات البالغة إلى بطون الفقراء والجوعى فهم بها أولى عند الله، ولتم وقتها الثواب أضعافا مضاعفة.
ستتعطل الخيام الرمضانية وما يقدم بها من برامج تتنافى مع قدسية الشهر الكريم، وستتوقف أنفاس الشيشة عن الصعود والهبوط داخل أجساد المدخنين، فلا مكان وكورونا يترقب الجميع ويقف أعلى فوهة كل (مبسم).
ستتعطل ذنوب كنا نحصدها خارج المنزل، حينما نتعرض للزحام والمشاحنات وانفلات الأعصاب، وسيؤدي التزام البيت قدر المستطاع إلى تجنب السقوط.
وأبدا لن تتعطل أحلى طقوس رمضان ولب أهدافه الروحانية، حيث سيجمع الضيف الكريم شمل كل أسرة، فيخصص ربها ركنا صغيرا داخل منزله، مزودا بكتاب الله، يؤدي فيه الصلوات وقراءة القرآن بصحبة أفراد أسرته الصغيرة، في مظهر أسري روحاني جميل، ولعله عز وجل يريد بنا وببيوتنا الخير، فيبتلينا لنزيد الدعاء والتوسل بكشف الغمة وفك الكرب وإصلاح أحوال البيوت، فيصلي الزوج بزوجته وأبناؤه فتزيد المحبة والألفة وتحل البركات.
لنكن دائما على ثقة بأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير، فكل عام وأنتم في سعادة، وتقبل الله منا رمضان، وحمى مصرنا العزيزة من كل سوء وشر.