رئيس التحرير
عصام كامل

حكم صيام من تحسد الناس وتتمنى لهم الشر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لي قريبة حضرت منذ حوالي سنة عرسا لإحدى القريبات ‏كانت لا تحب هذه العروس فعندما ‏دخل العريس تمنت أن تكون ‏مكان العروس وأن تكون بجمالها. ‏بعد ذلك، ومما سمعته من الأقارب أنه حدثت العديد من المشكلات بين العروسين مما تسبب في ترك الزوجة بيت الزوج. ‏

وانتهى الأمر بالطلاق بعد أسابيع قليلة من الزواج، بعدها تزوج الرجل، ولكن ما ‏زالت العروسة المذكورة مطلقة. ومن وقتها ونحن نخشى من هذه القريبة. فما حكم الشرع فيمن تحسد الناس وتضمر لهم الشر.

وردت إجابة هذا السؤال في الجزء الثاني من كتاب "فتاوى الإمام عبد الحليم محمود" لفضيلة الإمام الدكتور عبد الحليم محمود فيقول فضيلته:

يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} في هذه الآية الكريمة يحدثنا الله سبحانه وتعالى أنه كتب علينا الصيام وفرضه لغاية معينة وهدف محدود ذكره.

 

حكم الشرع فى التنازل عن بعض الحقوق مقابل الطلاق

 

الله تعالى في قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} والتقوى هي اتقاء الله سبحانه وتعالى في القول والصمت وفي الفعل والترك، أي اتباع الله فيما أمر والانتهاء عما نهى، والصيام المقبول هو ما كان "إيمانا واحتسابا" كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أي يصوم الانسان على التصديق والرغبة الطيبة بالصوم نفسه، غير كاره ولا مستقل لأيامه وصام لوجه الله تعالى وصدقت نيته في النجاة واستشرقت نفسه لمرضاة الله وغفرانه.

 

حكم الشرع فى اتباع النساء للجنائز وزيارة القبور

 

والإنسان الذي يريد أن يصوم إيمانا واحتسابا لوجه الله يفعل كما كان يفعل أسلافنا، فإنهم كانوا يقدمون التوبة والإنابة إلى الله، ويرعون الله طيلة شهر الهداية فيما يأتون وفيما يدعون، فإذا لم يفعل الإنسان ذلك وأخذ يحسد الناس ويتمنى لهم الشر فإنه لا يكون قد صام إيمانا واحتسابا، ليدخل في نطاق الذين شملتهم الأحاديث النبوية الشريفة.

 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْل فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" وقول الزور والعمل به يدخل فيه الحسد وتمني الشر وذلك لأن الزور هو الباطل وهو الشر وهو الفساد على أي وضع كان، ومن أجل ذلك يقول الإمام الأكبر سفيان الثوري: "إن الغيبة تفسد الصوم".

 

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ابن ماجة: "رُبَّ صائمٍ حظُّهُ مِن صيامِهِ الجوعُ والعطَشُ، وربَّ قائمٍ حظُّهُ من قيامِهِ السَّهرُ". فالصائم الذي يحسد الناس ويتمنى لهم الشر ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهديها إلى التوبة الخالصة النصوح لتدخل في نطاق من صام رمضان إيمانا واحتسابا ليغفر لها الله ما تقدم من ذنب.

 

الجريدة الرسمية