رئيس التحرير
عصام كامل

"ضربة معلم" تترجمها القرارات

يحمل لفظ «المعلم» لدى المصريين أهمية خاصة ففي فترات تاريخية معينة كان للتعليم أهمية كبيرة، وكثيرا ما ردد المصريون ثناء أمير الشعراء أحمد شوقي على المعلمين بقوله «قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا»، على الرغم من تحريف البعض لهذا البيت – دون قصد – بقولهم «وفيه تبجيلا»..

 

وتنتشر في ثقافتنا الشعبية مقولة: «ضربة معلم» وذلك في حال الإشادة بأي قرار صائب، وذلك تحديدا هو الوصف المناسب لقرارات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بشأن «شم النسيم».

 

«مدبولي» أعلن صراحة، اتباع إجراءات متشددة ليوم شم النسيم، حيث يطبق عليه نفس الإجراءات الخاصة بيومي الجمعة والسبت، بــ «غلق كامل للمولات والمحال التجارية، وكل المتنزهات والحدائق العامة والشواطئ»، لمنع التجمعات، فضلا عن ايقاف كافة وسائل النقل العام وتشمل: السكة الحديد، ومترو الأنفاق وأتوبيسات النقل العام، ووسائل النقل النهري، وأتوبيسات الرحلات التي تنتقل بين المحافظات أو بين المدن والشواطئ.

 

اقرأ أيضا: العدالة الغائبة!

 

والحقيقة أن القرار الصادر على هذا النحو، يترجم أبعادا متعددة، أولها إعلاء مفهوم «دولة المؤسسات»، خاصة وأن رئيس مجلس الوزراء كشف آليات دراسة القرار جيدا قبل صدوره، هذه الدراسة تضمنتها اجتماعات اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا ، ثم مجلس المحافظين ، ومجلس الوزراء..

 

كما يؤكد القرار تفاعل الجهات ذات الصلة بالدولة مع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام فطالما صدرت تحذيرات متتابعة خلال الأيام الماضية خصوصا من أبطال الجيش الأبيض من «احتفالات شم النسيم»، والمعروفة بكثرة التجمعات وتناول وجبات يعي العلماء خطورتها جيدا على الصحة.

 

اقرأ أيضا: أولادنا وشبح الفراغ

 

يبقى أن نجدد التأكيد أن «يد الحكومة وحدها لن تصفق دون يد الشعب»، لذلك ينبغي أن نتعاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، أما الاحتفال بشم النسيم؛ فيمكن لعشاقه أن يعيشوه في بيوتهم بالطريقة الصحية المتحضرة التي يرونها مناسبة لهم، وما أكثر وسائل الترفيه، لو أحسن كل منا استغلالها وتنظيم برنامج للاحتفال المنزلي، بما يضمن صحته وصحة أولاده.. والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية