تحية من القلب لرجال الشرطة البواسل
لا تدع الجماعات الإرهابية -التي هي أفرع من التنظيم الإرهابي الضخم أو جماعة الإخوان الإرهابيين– أية فرصة أو مناسبة للوطن إلا وحاولوا إفسادها بكل طريقة؛ حتى يصيبوا المواطنين بالإحباط ويشعروهم بالحزن في مناسباتهم السعيدة..
ففي غضون أيام قليلة يحتفل شعب مصر العظيم بشهر رمضان المعظم، كما يحتفلون بعيد القيامة المجيد، فتتعانق المناسبات الدينية والأعياد بين نسيج الوطن بمسلميه ومسيحييه، فيجن جنون جماعة الإخوان الإرهابية التي ما تنفك تريد أن تنتقم من الشعب الذي لفظها من حياته، فتدعم أعضاءها الإرهابيين للقيام بعمليات إرهابية انتقاما من الشعب، وحتى تثبت لمخابراتها الصهيونية أنها لا زالت فعالة فالمخابرات الصهيونية التي تستخدم هذه الجماعات في حاجة لأن ترى أن هذه الجماعة ما زالت قادرة على الإرهاب وتنفيذ العمليات التي يكلفون بها..
اقرأ أيضا: حمى الشراء وسلوكيات مرفوضة
لتظل تدعم هذه الجماعة الإرهابية؛ مما يدفع الجماعة الإرهابية للقيام بتلك العمليات البائسة اليائسة، ولكن لا تستطيع هذه الجماعة الإرهابية أن تجد متنفسا يساعدها في التوسع في عملياتها لوجود قوة كبرى تمنعها من ذلك ممثلة في جيش مصر العظيم وشرطتها الباسلة الذين يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن.
وها هي الشرطة المصرية تقوم بواجبها الذي لم تتخل عنه منذ أحداث 25 يناير وبعد ثورة 30 يونيو العظيمة، وتجود في كل وقت بأرواح رجالها من أجل استقرار وأمن الوطن، وقد أكد لنا أحد رجال الأمن أن عدد شهداء الشرطة تجاوز 1800 شهيد، وعدد المصابين أكثر من 19 ألف مصاب منذ حوادث يناير وحتى الآن.
وكان المقدم محمد الحوفي آخر شهيد في سلسلة شهداء الشرطة ورجالها، حيث استشهد وهو يقوم بواجبه في مواجهة الجماعة الإرهابية التي تحصنت بعمارة سكنية بمنطقة الأميرية شرق القاهرة، وقد وردت معلومات للأمن الوطني حول وجود عناصر إرهابية تعتنق الفكر التفكيري تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق القاهرة لاستهداف البلاد بالتزامن مع أعياد الأخوة المسيحيين، وتم رصد الخلية الإرهابية والتعامل معها.
اقرأ أيضا: خطورة أجهزة المحمول الرديئة
وعُثر بحوزة المسلحين على ست بنادق آلية وأربعة أسلحة خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة. وقد حددت الداخلية أحد مخازن الأسلحة والذخائر بمنطقة المطرية، كان من المقرر استخدامها في مخططهم الإرهابي، وعثر بداخل المخزن على أربع بنادق آلية وكمية من المتفجرات. فتمكنت قوات الأمن من دخول الشقة التي كان يتحصن بها المسلحون، وسيطرت على البناية بالكامل، وذلك بعد نحو أربع ساعات من تبادل إطلاق النار بين الجانبين.
وتثمينا لدور الشرطة وتضحياتها الباسلة أصدرت الكنيسة المصرية بيانا تنعى فيه "شهيد الشرطة المقدم محمد الحوفي". وجاء في البيان أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، تؤكد على تضامنها الكامل مع القوات المسلحة والشرطة وكافة القوى الوطنية في معركتهم مع "الإرهاب الغاشم"، والتمسك بالحفاظ على وحدة النسيج الوطني.
اقرأ أيضا: كورونا والاقتصاد العالمي وصناعة الدواء في مصر
فالشرطة المصرية مؤسسة وطنية عريقة من الشعب وملك الشعب وفي خدمته (الشرطة في خدمة الشعب)، ورجال الشرطة هم أبناء كل المصريين، ومازالت الشرطة المصرية تقدم التضحيات كل يوم وتضرب أروع الأمثلة فى الدفاع عن الوطن بعزيمة لاتلين أو تنكسر، ويبذل رجالها أرواحهم من أجل مصر وشعبها العظيم. ويواصل رجال الشرطة أداءهم لواجبهم بتوفير الأمن والأمان للمواطنين فى كافة ربوع البلاد، فلا يمكن أن تستقيم الأمور سوى بجهاز شرطة قوى وأمين على هذا الشعب، فمصر دعامة رئيسية للاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط.
وهذه العملية الأخيرة التي قامت بها الشرطة تؤكد الإستراتيجية الناجحة لجهاز الشرطة، حيث محور الأمن الوقائى وتوجيه الضربات الاستباقية للتنظيمات الإرهابية وإجهاض مخططاتها، ومحور سرعة ضبط العناصر عقب ارتكاب الأعمال الإرهابية اعتماداً على أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية فى البحث والتحرى نظرا لظهور أنماط جديدة ومختلفة من الجريمة؛ مما صعب من مهمة الأجهزة الأمنية لما تتسم به تلك الجرائم من خطورة وعنف وتطور فى الأسلوب الإجرامى وزيادة حدته.
اقرأ أيضا: بنك "ناصر" لوحده مش كفاية
وعملية الأميرية الاستباقية دليل على الأداء الأمني رفيع المستوى. فالخلية الإرهابية كانت تعتقد أن الأجهزة الأمنية لن تكتشف مخططها، بينما كان الأمن الوطني يتابعها بعد ساعات من وصولها إلى الشقة، وتدل الأسلحة المضبوطة على حجم التمويل الذي كانت تتلقاه الخلية الإرهابية من جماعة الإخوان الإرهابية الممولة من قطر وتركيا والمخابرات الصهيونية . فالإرهاب يستهدف الوقيعة بين طرفي الأمة بصفة مستمرة ليظهر أن مصر خالية من الأمن والأمان وبها اضطهاد وهو على عكس الحقيقة.
رحم الله الشهيد محمد الحوفي، ورحم كل شهداء الوطن من رجال الجيش والشرطة والجيش الأبيض والشعب المخلص.