رئيس التحرير
عصام كامل

تقييد الشياطين وارتكاب المعاصى فى رمضان

تقييد الشياطين وارتكاب
تقييد الشياطين وارتكاب المعاصى فى رمضان - صورة ارشيفية

جاء فى بعض الأحاديث أنه يتم تصفيد الشياطين فى رمضان فكيف يتفق ذلك مع ارتكاب بعض المنكرات فى رمضان سواء من الصائمين أو غيرهم؟

 

ورد هذا السؤال فى كتاب "أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام" لفضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الإفتاء بالأزهر الشريف وأجاب فضيلته بالآتى:

 

روى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين" وروى ابن خزيمة فى صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين مردة الجن".

 

اقرأ أيضا: حكم الشرع في صلاة غير المحجبة

 

إن الواقع يشهد بارتكاب المعاصى ما تزال ترتكب سواء فى رمضان أو غير رمضان ومن أجل التوفيق بين الحديث الثابت وبين الواقع قال شراح الأحاديث: إن المراد بتقييد الشياطين عدم تسلطها على من يصومون صوما صحيحا كاملا روعيت فيه كل الآداب التى منها عفة اللسان والنظر والجوارح كلها من المعصية استجابة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه البخارى: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه ".

 

 

أو المراد أن الشياطين المصفدة هى المردة والجبابرة منهم كما فى رواية ابن خزيمة ، وأما غيرهم فلا يقيدون ، ولذلك تقع من الناس بعض المعاصى. أو المراد أن الشياطين كلها تغل بمعنى يضعف نشاطها ولا تكون بالقوة التى عليها بدون أغلال وقيود. أو المراد: إن المعاصى التى تكون بسبب الشياطين تمنع ولكن تقع المعاصى التى يكون سببها النفوس الخبيثة الأمارة بالسوء أو العادات القبيحة أو شياطين الإنس من الجبابرة المزهوين بقوتهم.  

 

 

اقرأ ايضا: حكم الشرع فى ركوب البنت مع زميلها في السيارة وحدهما

 

وهذه الدوافع موجودة فى كل وقت ، وهى كافية لارتكاب المعاصى فى الوقت الذى تقيد فيه الشياطين ودور النفس البشرية الأمارة بالسوء لا يقل خطرا عن دور الشياطين، ونرى ذلك واضحا فى إقرار الشيطان يوم القيامة كما قال رب العزة : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (إبراهيم: 22).

ومن هنا نرى أن الحديث لا يصطدم مع الواقع عند فهمه فهما صحيحا ، وذلك ما نحب أن نلفت الأنظار إليه فى فهم نصوص الدين حتى لا يكون هناك شك فى الدين أو انحراف فى الفكر أو السلوك.

 

الجريدة الرسمية