دراسة حديثة تكشف حقيقة موقف أردوغان من الصراع "الأمريكي - الإيراني"
كشفت دراسة حديثة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخذ موقفين حيال الصراع بين واشنطن وطهران بخصوص العقوبات الأمريكية على إيران أحدهما مثالي إعلامي ذو أبعاد دعائية والآخر سياسي واقعي ذو أبعاد برجماتية.
وأوضحت أن أول الموقفين: رفض العقوبات الأمريكية على إيران وإعلان إدارته عدم استجابتها إلى المطالب الأمريكية بإيقاف التعامل النفطي والتجاري مع إيران، وثانيهما: الاستجابة إلى سياسة العقوبات بل والتماهي معها تماما.
وتوصلت الدراسة التي كتبها محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب" إلى أن تركيا اعتمدت سياسات براجماتية في علاقتها مع القوى الكبرى وفي علاقاتها مع الدول الإقليمية كذلك، وبنت موقفها الشامل من العقوبات الأمريكية على إيران، على دراسة التطورات الميدانية وتدبر مصالحها من صراع الطرفين، بغض النظر عن الاعتبارات المبدئية والأيديولوجية.
وأوضحت الدراسة أن العقوبات الأمريكية على إيران كانت بمثابة ورقة ضغط من أنقرة على واشنطن للمقايضة مع ملفات أخرى ومنها الدعم الأمريكي للأكراد، إلى جانب الرفض الأمريكي التعامل العسكري التركي مع روسيا.
ونوهت الدراسة بأن الموقف التركي إزاء العقوبات الأمريكية على إيران تدرج من الرفض الصارم إلى الهدوء الحذر، ثم الاستجابة التامة لتلك العقوبات، واتضح ذلك من خلال سلسلة المواقف التنازلية التركية التي انتهت إلى وقف التعامل النفطي مع إيران، ورفض استقبال ناقلتها محل الخلاف مع بريطانيا وأمريكا.
وأشارت الدراسة إلى أن تركيا حاولت استثمار الخلاف الأمريكي ـ الإيراني، وما تمخض عنه من عقوبات، واستخدامه كورقة مقايضة لعلاقاتها العسكرية المتنامية مع روسيا، على اعتبار أن تلك الورقة ستجعل أمريكا تتغاضى عن شرائها منظومة إس 400 الصاروخية الروسية.
ولفتت الدراسة إلى أن أمريكا أدركت طبيعة السياسات التركية في مسألة عقوباتها على إيران، وعملت على الفصل بين الاستجابة التركية للعقوبات، وبين العلاقات العسكرية التسليحية بين أنقرة وبين موسكو، متوقعة أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التوتر في العلاقات الأمريكية ـ التركية على خلفية هذا الأمر، ما لم تعالج أنقرة أوجه القلق لدى واشنطن حيال المسألة برمتها.
ورأت الدراسة أنه من المنظور أن ترحب تركيا، على المستوى الإعلامي، بأي جهود وساطة أو تفاوض بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، لكنها على المستوى السياسي لن تكون سعيدة بأي تهدئة بين الجانبين؛ لأن كل توتر أمريكي ـ إيراني، معناه تخفيف الضغط على الجبهة التركية، مع إدراك الرئيس أردوغان أن التوافق الأمريكي ـ الإيراني، لا يعني سوى تفرغ الرئيس ترامب لحلحلة خلافاته مع أنقرة، تلك المتعلقة بالعلاقات مع موسكو.