مصر وصراعات ما بعد كورونا
فى خضم الصراع العالمى مع ذلك الفيروس المستجد، اندلع صراع دولى يبدو إنه سوف يكون ضاريا ويؤدى بما قد يصير عليه الوضع الدولى ما بعد كورونا.
لقد ارتفعت أصوات داخل أمريكا تتهم الصين بأنها التى قامت بتصنيع ذلك الفيروس، وألحقت الأذى بالعالم كله وبالاقتصاد العالمى، ولذلك فإنه يتعين عقابها دوليا وإجبارها على دفع تعويضات لتك الدول الكبيرة الأكثر تضررًا بالفيروس، أيضًا للدول النامية التى تأثرت بالتداعيات الاقتصادية للفيروس.
وهذه الأصوات تأتى فى إطار حملة أمريكية إعلامية ضد الصين بدأت باتهامها بالتعتيم على وجود الفيروس لديها وحدوث إصابات به، ثم بإخفاء الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس وعدد الوفيات، وأيضاً بعدم مشاركة دول العالم التى انتقل إليها الفيروس كل ما لديها من معلومات حول ذلك الفيروس، وأخيرا تصاعدت الحملة بإتهام الصين بتصنيع الفيروس ذاته وتسربه من أحد مختبراتها القريبة جدا من سوق ووهان التى ظهرت الإصابة الأولى فيها.
اقرأ أيضا:
وغالبا هذا التصعيد فى الحملة الأمريكية ضد الصين يأتى ردًّا على ما قامت به الصين بعد إعلانها أنها نجحت فى السيطرة على فيروس كورونا، وبدأت تعيد الحياة الطبيعية إلى مركز ظهور الفيروس وهى مدينة ووهان.. حيث بدأت الصين تمد يد العون والمساعدة لإيطاليا التى خذلتها أمريكا وشقيقاتها الأوروبيات، وعدد آخر من الدول، تستعيد بذلك مكانتها الدولية التى كانت قد تضررت عندما بدت كدولة تحت حصار فيروس مستجد.
اقرأ أيضا:
لكن هذا هو الفصل التمهيدي لما سوف نشهده من فصول قادمة للصراع الدولى فى عصر ما بعد كورونا.. ولذلك أرجو ألا ينجرف البعض منا عن غير علم فيه، على غرار ما فعل بعض المحامين بتُبنى الموقف الأمريكى والبناء عليه بإقامة دعاوى قضائية ضد الصين داخل مصر.. فنحن لنا سياستنا المستقلة التى تخدم مصالحنا وأمننا القومى، ولسنا ضمن أى أحلاف دولية، ولا نخوض صراعات بالوكالة لمصلحة أحد ضد أحد، وحريصين على أن تكون لنا علاقات متوازنة وسوية مع الجميع.