استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية: لا يمكن التنبؤ بموعد انحسار "كورونا" ولا دلائل علمية على صناعته معمليا | حوار
يجب مضاعفة جهود التحري لاكتشاف الحالات في المجتمعات مبكراً وعزلها ومعالجتها وتتبع المخالطين
لم نكتشف كل ديناميكية فيروس كورونا حتى الآن.. وهذه شروط التأكد من اكتمال التعافي من الفيروس
للتأكد من التعافي التام للمصاب يجب خضوعه للفحص المختبري مرتين يفصل بينهما 24 ساعة وتكون النتيجة في الحالتين سلبية
أعلن الدكتور أمجد الخولي استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية أنه لا يمكن التنبؤ في هذه المرحلة بموعد انحسار جائحة فيروس كورونا مشيرا إلى أن كل السيناريوهات الخاصة بانتشار المرض مفتوحة ويجب ان نكون مستعدين للاستجابة لها وذلك يتطلب مضاعفة جهود التحري النشط لاكتشاف الحالات في المجتمع مبكراً وعزلها ومعالجتها وتتبع المخالطين وإجراء المزيد من الفحص المختبري.
جهود منظمة الصحة العالمية في مواجهة فيروس كورونا وموعد انحسار المرض وتقييم المنظمة للإجراءات التي اتخذتها الدول لمكافحة فيروس كورونا وكذلك موعد توفير علاج لفيروس كورونا اهم القضايا التي كشف عنها الدكتور أمجد الخولي استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية في حوار خاص لـ "فيتو " وإلى نص الحوار:
*ما جهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة كورونا؟
تتعاون منظمة الصحة العالمية مع الدول الأعضاء على مواجهة الانتشار السريع للفيروس من خلال التركيز على الإجراءات التي تمنع تحوُّل الإصابة الفردية إلى إصابة جماعية ثم انتقال العدوى على مستوى المجتمع.
ويتمحور دور منظمة الصحة العالمية حول تحقيق عدة أهداف منها أولا تمكين جميع البلدان من تتبع المرض وكشفه من خلال تعزيز قدرة المختبرات عن طريق تزويدها بالتدريب والمعدات؛ وثانيا إرسال الإمدادات الأساسية، مثل معدات الحماية الشخصية، إلى العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية؛ وثالثا ضمان حصول العاملين الصحيين والمجتمعات المحلية في جميع البلدان على أحدث المعلومات العلمية لحماية أنفسهم والوقاية من العدوى ورعاية المحتاجين؛ وتسريع وتيرة الجهود الرامية إلى اكتشاف وتطوير اللقاحات ووسائل التشخيص والعلاجات المنقذة للأرواح.
كما أن المنظمة تشجع على تبادل المعلومات والخبرات وقصص النجاح بين البلدان المختلفة وتنسق ذلك من خلال شبكات تبادل المعلومات وآليات ووسائل الإبلاغ والتواصل كما تتيح المنظمة حزمات من الدلائل الإرشادية تساعد البلدان على تحقيق التوازن بين جهود مكافحة فيروس كورونا وبين مواصلة التصدي للأولويات الصحية الأخرى بفعالية.
*ماذا يعني إعلان المرض وباء؟
إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا بوصفه جائحة يعني أن الانتشار الجغرافي للفيروس أصبح يشير إلى حدوث انتشار مجتمعي للفيروس للمرض في أكثر من قارتين وفي أكثر من مكان داخل أكثر من دولة، وعندما أخذت عدة دول تعلن عن حدوث هذا الانتشار المجتمعي استشعرت المنظمة أن شروط الجائحة أصبحت قائمة.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية في إعلانها دخول فيروس كورونا مرحلة الجائحة أن هذا الوصف لا يغير نهج المنظمة في الاستجابة للفيروس لأنها تتعامل معه منذ اكتشافه بوضعية الاستجابة الكاملة ووضعت جميع قدراتها وجهودها وخططها للاستجابة موضع التنفيذ.
*وما تقييم المنظمة للاجراءات التي اتخذتها الدول لمكافحة المرض وهل نحتاج إلى مزيد من الإجراءات؟ وهل هناك تقصير من بعض الدول؟ و كيف؟
تتفاوت استجابة الدول للجائحة تبعاً لاعتبارات عديدة. وقد جاء إعلان الجائحة في الوقت المناسب لتنبيه جميع البلدان إلى حتمية التعامل بكل جدية مع هذا الفيروس وتبني نهج الحكومة كلها والمجتمع بأسره بمعنى إشراك كافة القطاعات في الاستجابة لأن هذا الوضع أخطر من قدرة القطاع الصحي وحده على الاستجابة ونلاحظ أن البلدان تبذل أقصى ما في وسعها حسب الإمكانات المتاحة لها وحسب قدرة نظامها الصحي وقوته.
وما نود أن نؤكد عليه وننصح به هو ضرورة تعظيم دور وحجم المشاركة المجتمعية بحيث يكون كل فرد مسؤول عن حماية نفسه ومن حوله من خلال الوعي بتدابير الوقاية من نظافة شخصية وغسل الإيدي ومراعاة آداب السعال وتجنب الاختلاط بالمصابين إلى آخر هذه التدابير الفائقة الأهمية فضلاً عن مضاعفة اتخاذ إجراءات مشددة لترصد الحالات على المناطق الحدودية واكتشاف الحالات في المجتمع مبكراً وتتبع المخالطين وعزلهم ومعالجة المصابين منهم.
*هل رصدت المنظمة مبالغ مالية لمكافحة المرض؟
أصدر المكتب الإقليمي الخطة الاستراتيجية للتأهب والاستجابة وتم تحديد التمويل المالي اللازم لتنفيذ هذه الخطة ويتم تحديث الخطة و المتطلبات المادية تبعًا لتطور الأحداث. وقد تم توفير جزء من الدعم المالي المطلوب من خلال عدد من الجهات المانحة لتضمن قدرة منظمة الصحة العالمية على تمويل جهود الاستجابة الحرجة للبلدان الأشد حاجة للمساعدة ولكن بالطبع ما زالت هناك حاجة ملحة لمزيد من الدعم لتلبية احتياجات الدول وخاصة تلك التي تواجه طوارئ صحية أخرى.
*هل يوجد موعد متوقع للتخلص من الوباء؟
لا يمكن التنبؤ في هذه المرحلة بموعد انحسار الجائحة.
*ما السيناريوهات الخاصة بانتشار المرض وتوقعات المنظمة؟
كل السيناريوهات مفتوحة وعلينا أن نكون مستعدين للاستجابة لها والاستجابة لها يتطلب مضاعفة جهود التحري النشط لاكتشاف الحالات في المجتمع مبكراً وعزلها ومعالجتها وتتبع المخالطين وإجراء المزيد من الفحص المختبري ولا بد من إشراك كل الأفراد في جهود الوقاية من خلال رفع مستوى الوعي بتدابير الوقاية.
*ماحقيقة أن المرض تم صناعته معمليا هل صحيح ام لا ؟
لم تتوفر دلائل علمية على تلك الأقاويل ويفترض بالبلدان أو الجهات التي تثيرها أن تأتي بالدليل عليها.
*هل اقتربنا من وجود عقار أو لقاح المرض ومواعيد الانتهاء منه وماذا ستفعل المنظمة مع ذلك العلاج وهل سيتم اتاحته لكل الدول وطريقة صناعته؟
تنسق منظمة الصحة العالمية الجهود البحثية الدولية لتطوير لقاح لفيروس كورونا وفي الوقت نفسه تعمل بلدان مختلفة عبر مراكزها البحثية على تطوير لقاح لهذا الفيروس وكما أكدنا في مناسبات عديدة فإن إنتاج لقاح لفيروس جديد لم يعرفه العالم من قبل ليس بالمهمة اليسيرة أو التي يمكن الانتهاء منها بسرعة.
بل يتطلب مراحل عديدة وتجارب متعددة المستويات لضمان نجاحه ومأمونيته وقد قطعنا شوطا كبيراً في هذا المجال ومازال أمامنا حوالي عام أو أكثر ليكون بين أيدينا لقاح مضاد لفيروس كورونا. أما عن العلاج فقد بدأت المنظمة ما يعرف بتجارب التضامن على توليفة من الأدوية التقليدية المعاد استخدامها لاختبار فعاليتها في علاج كوفيد -19 سواء كأدوية متعددة أو كل دواء منها على حدة وقد شجعنا دول الإقليم على المشاركة في هذه التجارب وعند النجاح في توفير العلاج أو اللقاحفسنقوم بدورنا بتأمين جزء من احتياجات الدول والفئات ذات الأولوية القصوى لا سيما تلك التي لا تملك تأمين احتياجاتها بنفسها.
*هل يمكن لأي دولة أن تخفي عدد الإصابات بها؟ وماذا تفعل المنظمة في تلك الحالة؟
هناك آليات وأدوات للإعلان عن حالات الإصابة وغيرها من البيانات في إطار اللوائح الصحية الدولية. وقد لاحظنا أن البلدان التي تتبع سياسة الشفافية في الإعلان عن وضع فيروس كورونا وتبادر بإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن بيانات فيروس كورونا ومن بينها عدد الحالات المكتشفة لديها والوفيات والحالات التي تعافت وغيرها من المعلومات تحقق استجابة أفضل من غيرها.
*هل يمكن أن يتحور الفيروس؟
تحور الفيروسات بصفة عامة أمر طبيعي ولكن هذا الفيروس الجديد لم نكتشف بعد كل ديناميكياته.
*هل يعود للمتعافين منه مرة اخري ام يحصل الجسم علي مناعة ضده؟
نظراً لحداثة العهد بهذا الفيروس فإننا مازلنا نستكمل معارفنا حول نشاطه وطبيعته ولكن بالقياس على الفيروسات والأمراض الأخرى فإن الجسم حين يصاب بفيروس ما ويتعافى من الإصابة تتكون في المعتاد مناعة ضد هذا الفيروس أو المرض الذي يسببه. ولكن كما ننبه دائماً لا بد من التأكد من التعافي التام للمصاب.
ويتم ذلك بخضوع المتعافي للفحص المختبري مرتين يفصل بينهما 24 ساعة وتكون النتيجة في الحالتين سلبية للفيروس وأيضاً لا بد أن تختفي الأعراض من المتعافي لمدة لا تقل عن 48 ساعة وبدون ذلك فقد يكون المصاب يمر بمجرد تحسن مؤقت في حالته الصحية تعقبه انتكاسة.
*هل الحجر الصحي للمواطنين وغلق المجالات الجوية يساهم في القضاء على المرض والسيطرة عليه؟
الحجر الصحي يهدف إلى الاطمئنان على أن الأفراد الأصحاء الذين خالطوا مصابين أو عادوا من مناطق موبوءة لم يصابوا بالعدوى ومن ثم لن يصبحوا مصدراً لعدوى الآخرين دون دراية منهم وهو إجراء وقائي يسهم في قطع سلسلة انتقال الفيروس.
وهو وتقييد السفر وغيرها من تدابير العزل من الإجراءات التي يترك تقديرها لكل دولة حسب سياقاتها وظروفها وحسب وضعية الفيروس فيها ولكننا نوصي بأن تتم هذه الإجراءات في ضوء النتائج التي يسفر عنها تقييم المخاطر.
*كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بالمرض؟
يجب على الناس الحفاظ على التباعد البدني وممارسات النظافة الشخصية على نحو أكثر صرامة.
ونوصي كل شخص الالتزام بالبقاء في المنزل، ويجب على أي شخص تظهر عليه أعراض الحمى والسعال أن يعزل نفسه، ويتجنب مخالطة الآخرين تماماً، ويلتمس الرعاية الطبية على الفور إذا شعر بصعوبة في التنفس.