الحكومة.. والتحرك السليم والدروس المستفادة!
لا جدال في أن الحكومة نجحت في مواجهة عاصفة "التنين" وتبقى الدروس المستفادة حتى لا تتكرر ما حدث تراكم المياه وانقطاع الكهرباء والمياه، وإنفجار بالوعات الصرف وتشقق الطرق.
ويمكن القول إن الحكومة نجحت في التعامل مع أزمة كورونا بإدارة فعالة ومتابعة مستمرة وإجراءات استباقية، ولعل أهم ما يميز إدارة الدكتور “مدبولي” ووزرائه للأزمتين بعد التحرك الاستباقي هو الشفافية وإعلان الحقائق للرأي العام أولاً بأول، ما أسهم في الخروج بأقل الخسائر.
اقرأ أيضا: الكل خاسر
الحكومة لم تلجأ كعادة الحكومات السابقة في أزمة الطقس السيئ لمبدأ كله تمام بل خرجت بدروس مستفادة من الأزمة، مفادها أن هناك قصوراً في مرافق عديدة دفعت رئيس الوزراء نفسه للإعلان عن أن هناك خسائر لحقت بأبراج الكهرباء، وإننا بحاجة لإعادة تخطيط شبكات الصرف لدينا لتستوعب كميات الأمطار غير المسبوقة الناتجة عن تغيرات مناخية حادة من موجات حر وبرد ورياح وفيضانات، دخلت مصر في نطاقها.
وفي رأيي أن ما حدث يقتضي من الحكومة أن تستفيد منه بوضع خطط مستقبلية لتلافي أي سلبيات قد تقع كتجمع مياه الأمطار في الطرق والشوارع، وانقطاع التيار والمياه في بعض المناطق، ولاسيما المدن الجديدة التي تحتاج لوقفة لكشف المتسببين في ذلك القصور ومحاسبة المخطئين والمتورطين في أي فساد.
اقرأ أيضا: تسييس كورونا
وإذا كانت الحكومة قد أدارت أزمة الطقس السيئ باقتدار فلابد أن يكون ذلك حافزاً للتفكير جدياً، والعمل سريعاً على استحداث شبكة لتصريف مياه الأمطار والسيول لتعظيم الاستفادة منها أولاً، لكي لا تذهب لشبكة الصرف الصحي، ومن جهة أخرى لا تتسبب في مزيد من الانسداد والطفح وإغراق الشوارع وإرهاق تلك الشبكة العتيقة..
وعلى الحكومة أن تستكمل دراسة كافة السلبيات لتحولها إلى إيجابيات، في ظل ما تشهده بلادنا من تحول كبير في طبيعة المناخ يفرض ضرورة توقع حدوث أي شيء مستقبلاً، وهو ما طالب به الرئيس السيسي فعلاً.