حاتم أحمد يكتب: كورونا بين الوقاية والاستهتار
منذ أن بدأ فيروس كورونا في الانتشار بمدينة ووهان الصينية، وأخذ يتجه لمنحنى خطير بالإرتفاع الكبير في حالات الإصابة والوفيات، لم تنتبه بعض الدول - وأخص بالذكر الدول الأوروبية- لخطورة الموقف وما سوف يصل إليه الحال في الإنتشار داخلها، نتيجة عدم الوعي من الحكومة الذي بدوره يقوم بتوعية المواطنين بالجائحة التي قد تطال عشرات الآلاف منهم، لعدم وجود طرق وقاية مناسبة تحميهم من خطورة الإصابة به .
وبتسارع وتيرة الإنتشار الكبير لكورونا في معظم دول العالم والذي اجتاحت ما يقرب من 185 دولة حول العالم، حتى وقتنا الحالي، بإصابات ووفيات صلت لمئات الآلاف، صار العالم يدرك - لكن بعد فوات الأوان - مدى براعة العدو الخفي في القضاء على فريسته دون إيجاد قوة رادعة تقف في وجهه، وبات يعيش العالم لحظات من القلق والرعب، بسبب هذا الوباء الجديد، الذي ينهش في جسد الكبير قبل الصغير، مع وقوف العلماء عاجزين أمام هذا العدو الميكروسكوبي الذي لا نراه بالأعين المجردة، دون الوصول لعلاج يكبح جماحه ويقلص من فرص انتشاره .
الشرطة تحبط الكارثة.. الأمن يفرق تجمعات «طرد فيروس كورونا» بالإسكندرية | فيديو
وفي الوقت الحالي لا يوجد سبيل أمام الدول سوى اتباع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشاره داخلها، وهو ما انتهجته السلطات الصينية للوصول الى نتائج فعالة في الحد من انتشاره، حتى الوصول لعلاج فعال للقضاء على هذا المرض اللعين، الذي قد تصل مدة العلاج الفعلي له لعدة شهور .
ومع وصول هذا الفيروس الى مصر، لم يكن أمام القيادة السياسية سوى اتباع الإجراءات الاحترازية، والتأكيد على المواطنين بالامتثال لإرشادات العزل المنزلى الذاتى ببقاء الجميع فى بيوتهم دون أى احتكاك مع الأخرين للحد من انتشاره فى الوقت الذى يتابعون حالتهم ليبلغوا عن أى شخص مشتبه فى إصابته ليتم التعامل معه، إلا أن بعض المواطنين لم يستجيبوا لذلك، ولم يقدروا مدى الخطر المحدق بالبلاد حال انتشر هذا الفيروس كما في بعض الدول الأوروبية، وجعلهم يستهترون بالمناشدات الرسمية والإعلامية حماية لأنفسهم من خطر فيروس كورونا المستجد، وهو ما اظهرته مسيرة أمس لبعض المواطنين بمحافظة الإسكندرية ضد الفيروس، وهو ما يضعنا في موضع خطر نتيجة هذه التجمعات من بعض الأشخاص المغيبين في بلدنا .
وبالرغم من التعامل المتميز للحكومة المصرية مع هذا الفيروس على مدار الأيام الماضية، من خلال الإجراءات والقرارات التي اتخذتها للوقاية من انتشاره، لكن هذه القرارات وحدها لا تكفى دون تحمل المواطن نفسه المسئولية والتكاتف مع مؤسسات الدولة لحمايته وحماية أسرته أولا، ثم الحفاظ على بلده الذى هو جزء لا يتجزأ منها، وإلا فإن التهاون الذي نجده أمامنا سوف يدخلنا لنفق مظلم، لحظة وصولنا لنتائج كارثية ولا يحمد عقباها، مما يستوجبنا أن نقف جميعاً خلف قيادتنا السياسية ونتبع تعليماتها، وإلا فقد يكون القرار القادم هو حظر التجوال، وهو القرار الأصعب على الجميع الذي سوف تكون الحكومة مضطرة لتطبيقه إذا تعامل المصريون بالإستهتار الذي نشاهده أمامنا في الشوارع .