الفرق بين الخمار والحجاب والنقاب
نرجو تحديد معانى هذه الألفاظ وهى الخمار والنقاب والحجاب؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عطية صقرالرئيس الأسبق للجنة الإفتاء بالأزهر الشريف فى كتابه "أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام" بالآتى:
من القواعد العلمية ما يعرف بتحديد المفاهيم، أو تصور الموضوع تصورا صحيحا حتى يمكن الحكم عليه، فلابد من معرفة معاني الخمار و النقاب والحجاب قبل الحكم عليها.
الخمار: هو واحد، الخُمُر التى جاءت فى قوله تعالى: "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ" (النور: 31) وهو ما يغطى بها الرأس بأى شكل من الأشكال كالطرحة والشال وما يعرف بالإيشارب، ويقال فى ذلك: إختمرت المرأة، وتخمرت، هى حسنة الخِمْرة.
اقرأ ايضا: حكم الشرع فى غيرة الزوج على زوجته
النقاب: وهو ما تضعه المرأة على وجهها لستره، ويسمى أيضا البرقع او النصيف وهو معروف من زمن قديم عند اليهود كما فى سفر التكوين "إصحاح: 24" أن "رفقة" رفعت عينيها فرأت إسحاق، فنزلت عن الجمل وقالت للعبد: من هذا الرجل الماشي فى الحقل للقائي؟
فقال: هو سيدى، فأخذت البرقع وتغطت، كما كان معروفا عند العرب قبل الإسلام، وسمي باللثام، كما يسمى بالخمار أيضا، قال النابغة الذبيانى يصف "المتجردة" امرأة النعمان بن المنذر، لما سقط برقعها وهي مارة على مجلس الرجال:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد
اقرأ ايضا: حكم الشرع فى انفاق الزوج على زوجته العاملة
اما الحجاب: فهو فى اللغة الساتر كما قال الله تعالى: "َإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ" (الأحزاب : 53) وكما قال ايضا فى كتابه الكريم: "فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا" (مريم: 17) ويراد به فى الشرع ما يمنع الفتنة بين الجنسين، ويتحقق ذلك بستر العورة والغض من البصر، ومنع الخلوة والكلام اللين واللمس.
فالحجاب أعم من الخمار ومن النقاب، وهما مقوماته التى تتحقق بها حكمة التشريع، وهى منع الفتنة بين الرجال والنساء، او تنظيمها ليؤدى كل من الجنسين رسالته فى هذا الوجود.