الدعاء يرفع به البلاء
ذكرنا في المقال السابق إن فيروس كورنا هو جندي من جنود الله تعالى، وأن الله أرسله إلى البشر لكثرة فسق وفجور ومعاصي الغالبية العظمى منهم، ومجاهرتهم بالسوء، وهو إنذار وتحذير من الله تعالى وعقوبة..
ولكي نتجاوز هذا البلاء الشديد الذي ما زالت البشرية عاجزة تماما عن مواجهته والقضاء عليه، يجب علينا جميعا أولا الأخذ بالأسباب التي أشارت إليها منظمة الصحة العالمية، مع اللجوء إلى الله تعالى والمسارعة في التوبة والرجوع والإنابة إليه، وكثرة الدعاء بكشف الغمة ورفع البلاء..
فهو تعالى الذي ناصية كل شئ في الكون والوجود بيده وحده، وهو القادر الذي يملك أن يوقفه ويرفع عنا هذا البلاء.. هذا والدعاء عبادة من أعظم العبادات التي تدل على إيمان العبد بربه عز وجل ويقينه بأنه تعالى سميع عليم مجيب، قادر لا يعجزه شئ، وأنه على كل شئ قدير..
اقرأ ايضا: مراتب النفس البشرية
ومن المعاني الباطنة في الدعاء إقرار العبد بعبوديته لله وعوزه وإحتياجه وإفتقاره إليه سبحانه، وفي نفس الوقت إقراره بربوبية الله تعالى وقدرته.. هذا والدعاء يرفع ويدفع البلاء، وقد أمرنا سبحانه وتعالى أن ندعوه ونلجأ إليه في كل أمورنا وأحوالنا حيث قال تعالي: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين”..
ويقول عز وجل: “ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.. ويقول سبحانه: “ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ”.. ويقول تبارك في علاه: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون”..
ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله: “ادعوا الله وأنتم موفنون بالإجابة”.. وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: “من فتح له منكم باب الدعاء فتحت أبواب الرحمة وما سأل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العبد العافية وإن الدعاء ينفع مما نزل.. أي من الوباء والبلاء”.. ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء..
اقرأ ايضا: الذين يحبهم الله
وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: “الدعاء مخ العبادة”.. وفي رواية أخرى.. “الدعاء هو العبادة”.. وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أيضا أنه قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. وأنتم سجود”..
وقال: “ليس شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء وأعجز الناس من عجز عن الدعاء”.. هذا وقد ورد أن الدعاء يرفع القضاء المعلق.. هذا ومن الأدعية التي تجب أن نكثر منها لرفع هذا البلاء.. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا انت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين..
ودعاء سيدنا يونس عليه السلام.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. اللهم إنا نقسم عليك بإسمك العظيم الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت، نسألك بإسمك الله الواحد الأحد الفرد الصمد الحي القيوم أن ترفع عنا ما نحن فيه وأن تكشف عن السوء إنك على كل شئ قدير وبالإجابة جدير، نعم المولى ونعم النصير..
اقرأ ايضا: من هدي النبوة
هذا وعلينا أن نكثر من الإستغفار عملا بقوله تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.. وكذلك الإكثار من الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نسأل الله أن يرفع عنا البلاء ببركتها. وعلينا أيضا أن نقرأ سورة يس بنية رفع البلاء وحفظ البلاد والعباد، عملا بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله: “يس لما قرأت له وزمزم لما شربت له”..
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرفع عنا هذا البلاء وأن يكشف عنا الغمة وأن يفرج كربنا، وإن يحفظنا بحفظه ويرحمنا برحمته بجاه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله.