زمن كورونا!
نحن نعيش الآن ما سوف يطلق عليه زمن كورونا.. زمن عجيب وغريب.. ومن عجائب هذا الزمن أن بعض من كانوا من قبل يرفضون إعلان حالة الطوارئ فى البلاد فى مواجهة الاٍرهاب، وكانوا يتهمون الحكم بانه يخرق بذلك الدستور، هم الذين يلحون بشدة الآن لفرض حظر تجوال..
لإلزام الناس بالبقاء فى بيوتهم وعدم النزول الى الشوارع، بعد أن جاءت استجابتهم ضعيفة للمناشدات الرسمية والإعلامية حماية لأنفسهم من خطر فيروس كورونا المستجد!
أيضا بعض من كانوا يشاركوننا فى الهجوم على التطرّف الدينى الذى خلق لنا وحوشا آدمية تقتل وتخرب وتفجر، وكانوا يتفاخرون بأنهم من أنصار الدولة المدنية، هم الذين يذرفون الدموع الأن لأن الكنائس والمساجد أغلقت لأسبوعين منعا للتجمعات التى ينتقل فيها فيروس كورونا سريعا بين الناس، وكأن الدين، سواء الإسلام أو المسيحية، بات فى خطر!
اقرأ أيضا: دعاة الفزع يمتنعون!
وبالطبع يمكن تفسير إلحاح البعض فى فرض حظر التجول بالخوف.. الخوف على الحياة او الخوف من الإصابة بالفيروس اللعين الذى يهدد الحياة.. وذلك ما كان يستنكره هؤلاء بالنسبة للمصريين الذين تمسكوا بالاستقرار السياسى خوفا من اضطراب حياتهم فى ظل الفوضى والاضطراب..
اقرأ أيضا: أسرعوا بإزالة العشوائيات غير الآمنة
أما هؤلاء الذين صنعوا مناحة بسبب غلق الكنائس والمساجد فهم كشفوا عن تطرفهم الذى كانوا يخفونه، وأوضح أن مدنية الدولة التى كانوا يقصدونها هو موقف فقط ضد الجيش ودوره فى الوطن، رغم أن كل البلاد التى اجتاحها وباء كورونا لجأت فى مواجهته إلى الجيش، واعتمدت على قدراته وإمكانياته لتسيطر على هذا الفيروس اللعين.