رئيس التحرير
عصام كامل

فاتورة الولاية الخامسة.. "نتنياهو" يبدأ تنفيذ وعوده للأمريكان.. وضم أراض فلسطينية جديدة لدولة الاحتلال

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

رغم كل تهم الفساد التي وجهت لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والتي كانت حديث الساعة في إسرائيل، فضلًا عن الإعلان عن محاكمته في 17 مارس الجاري، فإن نتائج الانتخابات جاءت لصالح نتنياهو.

 

الولاية الخامسة

وفاز بولاية خامسة في رئاسة وزراء الكيان الصهيوني، الأمر الذي شكل مفاجأة وصدمة للمراقبين للساحة الإسرائيلية، خاصة أن نتنياهو سيعود هذه المرة بحكومة أكثر وحشية عن سابقتها فضلًا عن تنفيذه ما تبقى من صفقة القرن.

الدكتور أيمن الرقب القيادي بحركة فتح أكد أن نتنياهو بات يقترب تدريجيًا من تشكيل الحكومة، وقدرته على حسم هذه المعركة شكلت مفاجأة بالنسبة للمتابعين، لأنه نجح أن يحسم الخارطة ويقنع أكثر من 300 ألف ناخب بالتصويت له وجزء كبير منهم يتبع اليمين، لذا نتوقع خلال الفترة المقبلة أن نرى حكومة يمينية قوية لأنه سيسيطر عليها لون واحد وهو اللون اليميني المتطرف.

وأضاف: هذه الانتخابات توضح أن المجتمع الإسرائيلي بلا أخلاق فالفاسدون انتخبوا فاسدًا أكبر، وهو نتنياهو رغم كل تهم الفساد ضده، وأرى أن نتنياهو الآن لديه شيء أهم وهو التخلص من ملفات الفساد التي ستفتح له في 17 من الشهر الجاري عندما يمثل أمام القضاء، وهناك محاولة من قبل نتنياهو لتشكيل الحكومة أولا وبالتالي يهرب من القضاء، وهو يسير بخطى سريعة لإنجاز تلك المهمة والتصويت لضمان الحصانة قبل موعد المحاكمة.

وبالتالي يتمكن من معالجة ملفات الفساد، وكما سيطر في السابق على الإعلام سوف يسيطر على القضاء ويصبح هو الآمر الناهي في إسرائيل.

صفقة القرن

وأوضح "الرقب" أن الهم الأكبر على الصعيد الفلسطيني هو أن نتنياهو يعتزم بعد تشكيله الحكومة تنفيذ ما تبقى من الخطة الأمريكية المسماة "صفقة القرن" خاصة أنه حدد ذلك قبل الانتخابات بشكل واضح.

وأكد أنه في حال فوزه فإنه سوف يكمل مشواره في توسيع الاستيطان، علمًا بأن نتنياهو هذه المرة جاد لأنه وعد حلفاءه في الإدارة الأمريكية الذين عملوا معه ليل نهار بتطبيق الخطة الأمريكية في الأراضي الفلسطينية، وبالتالي سيبدأ في تنفيذها وفصل المدن الفلسطينية بعضها عن بعض والتوسع في الاستيطان وضم أراض جديدة خاصة في المناطق "سي" و"بي" وسيكون هناك احتلال لأراض كبيرة من الضفة الغربية.

كما سيعمل على الفصل التدريجي لقطاع غزة عن المشروع الوطني الفلسطيني، وسيعزز تكريس الانقسام الفلسطيني وهذا ما ألمح به نتنياهو بشكل واضح وتأكيده على أهمية الانقسام الفلسطيني كونه مصلحة لإسرائيل.

وتابع: الأخطر من ذلك أن في صفقة ترامب هناك رؤية باتجاه فصل بعض المناطق العربية المكتظة بالسكان، ويقدر عدد سكانها قرابة 100 ألف، نتحدث عن أم الفحم وعارة والمجاميل وغيرها من هذه المناطق الصغيرة التي سيتم إخراجها من السور الواقي لدولة الاحتلال وضمها للدولة الفلسطينية المستقبلية.

وطالما أنه لا يوجد كيان فلسطيني ستصادر أرضهم ويدفعون إلى تكتلات كبيرة جغرافية، وبالتالي سيغير ذلك مجموع التواجد العربي داخل فلسطين التاريخية عام 1948، والانتخابات الأخيرة وبروز قوة الناخب العربي ووصول مقاعده لنحو 15 إلى 16 مقعدًا ستجعل الهجمة اليمينية على الفلسطينيين كبيرة جدًا.

وأردف: لا أعتقد أن سيناريو الذهاب إلى انتخابات رابعة وارد في الحسبان، الارتياح بدا على نتنياهو هذه الجولة بخلاف الجولات السابقة التي كان مصابا فيها بحالة من التوتر، لكن هذه المرة كان يتوقع النتائج وهذا يسجل له لأنه كان يتوقع بالفعل حتى اللحظة الأخيرة أنه سيسجل 60 مقعدًا ويحتاج إلى مقعد واحد وبالتالي هو يستعد إلى السيناريو الأهم وهو تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، وطبعا عدم ملاحقته قضائيا.

الكنيست

وبالطبع إذا فشل في تشكيل الحكومة رغم فوزه فإن خصمه بيني جانتس بالطبع سيفشل، لذا هناك رؤية داخل الكنيست الإسرائيلي ألا يتم الذهاب إلى انتخابات رابعة، ولكن فقط  يتم بقاء الكنيست كما هو، ويتم إجراء انتخابات مباشرة لرئيس الوزراء من قبل الجمهور يتنافس عليها نتنياهو، وهى تجربة أجرتها دولة الاحتلال عام 1996 واستمرت حتى عام 1998 ثم ألغيت في انتخابات 2000 لأنهم شعروا بإخفاقاتها، لكن سيضطرون للعودة إلى هذا النموذج هذه المرة.

وفكرة رفض الانتخابات الرابعة يرجع إلى أن كثيرًا من هذه الأحزاب الإسرائيلية استنزفت خلال عام في ثلاث انتخابات تجاوزت تكلفتها قرابة المليار شيكل"، وكشف أن هناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة الأول أن يشكل نتنياهو الحكومة بدون عقبات وهذا وارد جدا، والثاني أن يلجأ إلى تحالف مع ليبرمان أو عضو أو عضوين من أحزاب أخرى.

السيناريو الثالث

والسيناريو الثالث وهو إجراء انتخابات مباشرة فقط لرئاسة الوزراء، وبخصوص البحث عن بديل لـ أبو مازن، أكد الرقب أن المشهد الفلسطيني لا يسمح بذلك، وعادة الفلسطينيون هم من يقررون من ينتخبون، عندما كان هناك محاولة في عهد الراحل، ياسر عرفات لتكليف رئيس وزراء.

وكان أبو مازن أول رئيس وزراء، بدأ الحديث عن أن الأمريكان يجهزون لذلك ولكن حقيقة هم لم يفرضوا على الفلسطينيين أبو مازن ولكن الفلسطينيين في 2005 بعد استشهاد عرفات انتخبوا أبو مازن في انتخابات ديمقراطية شارك فيها قطاع غزة والضفة الغربية، وبالتالي لا تستطيع أي دولة أن تفرض على الشعب الفلسطيني من يمثله.

ولكن المستقبل محرج للقيادة الفلسطينية فليس أمامهم سوى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والدخول في مواجهة أو القبول بما يفعله نتنياهو من خلال تكريس أو تنفيذ ما تبقى من صفقة القرن واحتلال مناطق جديدة، وأعتقد أن السلطة للأسف لا تستطيع أن تحرك ساكنًا سوى الذهاب إلى المؤسسات الدولية.

وأردف أن فكرة فوز نتنياهو رغم الفساد موضوع يحتاج إلى دراسة، ولكن هناك عدة عوامل ساعدت على فوزه أولها صفقة القرن والدعم الأمريكي المباشر له وعرض تفاصيلها قبل الانتخابات بقرابة شهر ونصف، الأمر الثاني أن فريق ترامب عمل مع نتنياهو على الأرض، كما دعم سفير واشنطن ديفيد فريدمان نتنياهو في حملته الانتخابية وذهب معه إلى الحرم الإبراهيمي، وكذلك يوجد دعم كامل من الإدارة الأمريكية لـ نتنياهو.

أضف إلى ذلك ضعف الخصم وهو بيني جانتس وهو جبان لم يطرح أي رؤية للسلام مع الفلسطينيين وقبل بصفقة القرن وبالتالي فإن حزب الجنرالات الجبناء "تحالف أزرق أبيض" كان سببا في فوز نتنياهو، الأمر الثالث سطوة نتنياهو على الإعلام وتمكنه من الوصول إلى صناع القرار في الصحف المهمة، حتى "هاآرتس" التي كانت تهاجمه حتى اللحظة الأخيرة كانت تنشر إعلانات لحزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو.

الأمر الأخير بصراحة هو الدعم العربي غير المباشر والتطبيع مع نتنياهو والحديث عن العلاقات مع بعض الدول، وتضمن ذلك لقاء رئيس المجلس الانتقالي المؤقت عبد الفتاح البرهان مع نتنياهو.

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية