حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي "9"
إن الآراء التي ترى أن فيروس كورونا ما هو إلا «صنيعة بشرية» في إطار المواجهة بين الصين وأمريكا لم تتوقف منذ انتشار الوباء، إلا أنها لم ترق إلى اتهامات متبادلة بين الدولتين، خاصة مع تأكيد منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد ما يؤكد أن الفيروس تم إنتاجه داخل مختبر..
فبعد تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن أن بداية ظهور فيروس كورونا كانت فى منطقة ووهان، التى يتواجد بها الجيش الأمريكي، وهو ما أدى لدخول المرض إلى بلده، وعليه استخدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعبير "الفيروس الصينى" فى حديثه عن فيروس كورونا المستجد، كما استخدم نفس التعبير فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"..
وقال ترامب: «لا أقدر قول الصين إن جيشنا نقل لهم الفيروس. جيشنا لم ينقل الفيروس إلى أحد» وأوضح الرئيس الأمريكي الذي بدا غاضبا أنه يستخدم عبارة «فيروس صيني» ردا على هذه الاتهامات، وإذا تحققت المؤشرات التي تشير إلى إحتمالية ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في نشر الفيروس، خاصة في ظل تزامن ظهوره في الصين وكذلك إيران فإن الخطورة من هذا الصراع البيولوجي يؤدي إلى الكثير من المخاطر الاقتصادية والعسكرية والصحية، علي دول العالم في ظل احتمالية تحول الأمر إلى حرب مدمرة..
اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (5)
وأعتقد هذه الإشارات تجاه الولايات المتحدة ليست عبثية، أو وليدة الصدفة، لأن الحكومة الصينية عادت لتُؤكِّد، ومن خِلال حقائق جديدة مُتوفِّرة لديها، أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة هي المصدر الأساسيّ لفيروس “كورونا الجديد” وأنها تعمّدت نشره في الصين من خِلال عُملاء وكالة المُخابرات الأمريكيّة المركزيّة “سي آي إيه”.
وقد ذكر المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة، تمسّكه براويته الأولى وأعلن أمس عن وجود إثباتات تؤكّد أنّ هذا الفيروس تمّ اختِراعه وتطويره من قبل عُلماء أمريكيين عام 2015، وأنّ مجلة Nature Medicine الأمريكيّة أكّدت في بحثٍ نشرته في أحد أعدادها في العام نفسه أيّ عام 2015، أنّ عُلماء في الولايات المتحدة تمكّنوا من الحُصول على نوعٍ جديدٍ من فيروس كورونا له تأثيرٌ خطيرٌ على الإنسان..
وقال إنّ جُنودًا أمريكيين شاركوا في دورة الألعاب العسكريّة العالميّة التي جرت في مدينة ووهان التي تَنافس فيها ١٠ آلاف عسكري من مُختلف أنحاء العالم في أكتوبر٢٠١٩م الماضي، هم الذين نقلوا الفيروس إلى هذه المدينة، ولتأكيد هذا الصراع هو عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبلغًا خياليًّا على شركةٍ ألمانيّةٍ “كيور فاك” مُقابل انتِقالها إلى الولايات المتحدة، وجعل نتائج اختِباراتها المعمليّة الطبيّة المُتقدّمة التي تُوشِك على إنتاج “مصل” ودواء لعلاج ضحايا فيروس الكورونا الجديد، وجعل هذا الإنجاز العلمي “حصريًّا” لامريكا فقط..
اقرأ أيضا: الحروب النفسية
هذا العرض الماليّ يُؤكّد أيضًا نظريّة المُؤامرة، ولكن وزير الداخليّة الألماني هورست زيهوفر الذي أكّد صحّة هذه الخطوة، قال إنّ “ألمانيا ليسَت للبيع” وأنّ بلاده تُريد إنتاج هذا اللّقاح المُضاد “ليكون للعالم كلّه”، مُشدِّدًا على أنّ الشّركة ستبقى على الأرض الألمانيّة.
وبناء علي ماسبق ذكره أعتقد أنه يدعم نظرية المؤامرة وفرضية أن كورونا قد يكون من هندسة الإنسان تم تصنيعه معمليا ليكون سلاحا بيولوجيا، كما يغذى الشائعات التي تتحدث عن أن كورونا مؤامرة أمريكية قذرة تهدف لتدمير اقتصاد التنين الصيني..
لذلك فإن فيروس كورونا، نوع عجيب من الحروب، فهي صامتة باردة، لا تترك شظايا أو رائحة، ولا تملأ الجو دخاناً أو بارودا، ولا تخلف وراءها آثار تدمير، وأنها حرب بدون طلقات رصاص، ولا دانة دبابة، ولا صاروخاً موجها..
إن الحرب البيولوجية قديما وحديثا هي سلاح العصر الحالي الفتاك والأكثر شراسة، والتي يمكنها بكل بساطة أن تهزم دولاً بأكملها وتدمر اقتصادها وتشل حركتها وتعلن فيها حالة الاستنفار القصوى كما لو أنها في حالة غزو خارجي، والأخطر من كورونا هي الشائعات التي تتمحور حوله، والتحليلات غير المنطقية لهذا الفيروس وربطها بأمور لا أساس لها من الصحة..
اقرأ أيضا: ثورة تصحيح «السوشيال ميديا»
والأخطر من كورونا هي بعض العقول المغرضة التي تقول إن الصين أوجدت هذا الفيروس للقضاء على المسلمين، هؤلاء هم أنفسهم الذين ربطوا الفيضانات والزلازل التي تحدث في الدول غير المسلمة بأنها "عقاب من الله" مثل هذه الأمور لا تُفرق بين مسلم وغير مسلم..
وبالعودة لكورونا، فإن الصين كغيرها من الدول قامت بتوفير البيئة العلاجية لجميع مواطنيها مهما كانت أصولهم ومرجعياتهم الدينية، وهذا يؤكد أن الأخطر من كورونا أيضاً، هو بعض العقول المتطرفة والمتفلسفة التي تعشق اختلاق القصص وفبركتها..
وحتى نجد إجابة عن الاستفسارات العالمية بشأن هذا الفيروس الخفي نجد أنفسنا جميعا كمواطنين مجبرين على اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أعلنت عنها الحكومة والالتزام التام بها وأن نكون جميعا على قدر المسئولية، ومُدركين تماما للوضع، ونتعامل معه بقدر كبير من الالتزام، وعدم التقليل منها أو الاستهتار به، حتى لا يدفعنا ذلك إلى مناحي نرجو ألا تواجهها مصر، بالصورة التي نجدها في عدد كبير من البلدان وأخطرها إيطاليا التي تدخل مرحلة "طب الحروب"..
ما هو طب الحروب؟
هو أن يختار الأطباء من يعيش ومن يموت.. حيث يتم وضع التنفس الاصطناعي لمن هو أصغر سناّ ويتم نزعه من الأكبر سنا، جاء ذلك عقب انهيار النظام الصحي في ايطاليا نتيجة للتفشي السريع لفيروس كورونا، إذ يعتبر النظام الصحي في إيطاليا من افضل الانظمة الصحية في العالم، تصور نفسك طبيبا وأمامك مصابان وسرير واحد، فكيف تختار أيهما يبقى؟ هذا ما يحصل في إيطاليا..
اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (2)
لذا لا تضعوا أطباءنا في هذا الموقف الصعب، ففي إيطاليا خرج الوضع عن السيطرة لكثرة المصابين، والسؤال: كم عدد الأسرّة المجهزة للتنفس الاصطناعي لدينا؟ ما الذي تملكه الدولة ووزارة الصحة لمواجهة وباء فيروس كورونا لا سمح الله، نحن أمام كارثة صحية اذا لم يلتزم المواطنين الكرام بالإجراءات الصحية، وعدم الخروج من المنزل..
ويجب على مجلس الوزراء توجيه كافة الوزارات والهيئات الحكومية بنشر كافة القرارات الخاصة بتنظيم العمل أو الإجراءات الوقائية على مواقع هذه الهيئات، لعدم تلاعب القنوات المعادية لمصر لنشر الشائعات والذعر والخوف بين عموم الناس، خصوصا قناة الجزيرة القطرية..
ووضح ذلك من خلال التقارير المفبركة التي تبثها، ولذلك فإن مصر لا تحارب فيروس "كورونا" فقط، بل تحارب ما هو أخطر بكثير من ذلك، هناك في الخارج والداخل من ينشرون الشائعات لتخويف وترويع المصريين، وما يستتبعه من نتائج وخيمة على الاقتصاد والوضع العام بالدولة.
#احمي نفسك واحمي_بلدك
وللحديث بقية..