ثورة تصحيح «السوشيال ميديا».. شبكات «التواصل» تكتب شهادة وفاة ريهام سعيد.. تطيح بـ«المسيرى» من الإسكندرية.. وسعودى: سحبت البساط من تحت أقدام المجتمع المدنى.. وطلبة: الرقي
«ضجة واسعة وثورة تصحيح».. شنتها «السوشيال ميديا» مؤخرًا، عقب إقدام المذيعة ريهام سعيد على فضح طالبة تعرضت للتحرش في أحد مولات مصر الجديدة، فنجح مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى في كتابة شهادة وفاة برنامج «صبايا الخير» ومقدمته، بعد تعمدها إثارة الجدل اعتمادًا على الفضائح والجرس.
مذيعة الفضائح
«السوشيال ميديا» نجحت في معركتها ضد ريهام، وتمكنت أيضًا من الضغط على شركات رعاية البرنامج، لتسحب البساط من تحت مذيعة الفضائح، كما تمكنت من إقناع رئيس قنوات النهار بالعدول عن موقفه من إعادة إذاعة البرنامج، إذ قررت تعليقه إلى أجل غير مسمى.
تقمصت «السوشيال ميديا» مؤخرًا، دور الرقيب العتيد على المجتمع، وأصبحت الأمر الناهى، وصاحبة القرار النهائى، وتجلى ذلك في أزمة ريهام، واستقالة محافظة الإسكندرية، بعد ثورة الغضب التي إنهالت على هانى المسيرى إثر غرق المدينة ووفاة نحو 5 أشخاص بسبب الأمطار، لكن هناك سؤال يطرح نفسه بقوة حاليًا وهو:« تلعب السوشيال ميديا دور منظمات المجتمع المدنى».
اختفاء المجتمع المدنى
وقال أشرف طلبة، رئيس لجان الحريات بنقابة المحامين، رئيس مركز طلبة للدراسات القانونية والحقوقية، إن السوشيال ميديا أصبح لها دور كبير في التأثير على الحياة في المجتمع المصري، ما أدى إلى اختفاء دور منظمات المجتمع المدني التي من شأنها أن تبحث عن حقوق المواطنين الإنسانية.
وأوضح «طلبة» في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن السوشيال ميديا أصبحت تدار بطريقة سيئة ومجهولة، أدت إلى محاولة اغتيال مؤسسات المجتمع المدني في القيام بدورها، لافتًا إلى أن بعض البرامج يحاول مقدموها أن يقوموا بدور المنظمات الحقوقية عن طريق تشويهها.
وأضاف طلبة: «هناك بعض المنظمات الحقوقية الشريفة موجودة، ولكن الميديا لعبت دورا في تشويه جميع المنظمات الحقوقية، حتى وصل الأمر إلى أن المواطن اعتقد أن كل شخص حقوقي ممول، وهذه هي توابع واستراتيجيات حروب الجيل الرابع».
طفرة نقل المعلومات
قال إبراهيم سعودي، المرشح على منصب نقيب المحامين، إن السوشيال ميديا استطاعت خلال الفترة الأخيرة التربع على قمة الوسائل الإعلامية المؤثرة بين المواطنين في المجتمع المصري والعالم ككل.
وأوضح سعودي في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن السوشيل ميديا أصبحت المتحكمة حاليا وخاصة أنها أصبحت في يد الجميع عن طريق «فيس بوك وتويتر» الذي اصبح طفرة في نقل المعلومات وطرح الأراء بين المستخدمين، لافتًا إلى أنها أسرع الوسائل في نقل الخبر.
وأشار المرشح على منصب نقيب المحامين، إلى أن السوشيل ميديا أصبحت تحل محل منظمات المجتمع المدني والتي تقلص دورها في الأونة الأخيرة حيث أصبح يلجأ لها البعض بهدف الشهرة.
نظرية المؤامرة
أما أحمد رفعت الكاتب الصحفي، فذكر أن منظمات المجتمع المدني وخصوصا في مجال حقوق الإنسان بعضها صاحب رسالة، والأخر جزء من مؤامرة، وفي الحالتين أصبح التراجع صعبا.
وأوضح «رفعت» في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن شبكات التواصل اﻻجتماعي تحولت إلى أكبر وأهم قوى الضغط في المجتمع المصري، وأصبحت تشكل الرأي العام وتقوده وتحدد جدول أعماله، وهي تؤثر في الإعلام الأخر وليس العكس، مشيرا إلى الخطر أنها تضم جماعات منظمة توجهه، ولها أهدافها ومخططاتها وتستغل عدم وعي وحسن نوايا الآخرين.
