رئيس التحرير
عصام كامل

"جهاز الإشعاع العطلان" يهدد حياة 60% من مرضى الأورام.. ومطالب بتدخل الأجهزة الرقابية لحصر الأجهزة.. وتحذيرات من تأثر 60% من المرضى 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«الجهاز عطلان».. واحدة من الكوارث التي تواجه مرضى الأورام، وتحديدًا الذين يتلقون جلسات العلاج الإشعاعي داخل مراكز الأورام، وهي كارثة أرجعها عدد من أساتذة علاج الأورام إلى زيادة أعداد المرضى، فضلًا عن التكلفة المرتفعة لثمن الجهاز، بجانب الإجراءات الروتينية المعقدة الخاصة بطلب الصيانة للأجهزة، والتي تستمر أيامًا وربما أسابيع أو أشهر.

3 محاور

وفي هذا السياق قال الدكتور سامي رمزي، أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومي للأورام: علاج مرضى الأورام يعتمد على 3 محاور أساسية، وهي الجراحة والعلاج الكيميائي المنقسم إلى علاج دوائي وهرموني ومناعي وثالثًا العلاج الإشعاعي، والأخير مهم لمريض الأورام، ويمكن استخدامه في التشخيص والعلاج.

وأضاف: جميع أجهزة العلاج الإشعاعي متوفرة في كل المحافظات من القناة والإسكندرية إلى أسوان، منها مراكز الأورام بالجامعات ووزارة الصحة، كما تتوافر في معهد الأورام القومي أفضل الأجهزة كذلك المستشفيات التعليمية منها أحمد ماهر، أو مركز أورام الإسماعيلية، أو التأمين الصحى.

المعدلات العالمية

إلى جانب توافره في المستشفيات الخاصة، مع الأخذ في الاعتبار أن المعدلات العالمية تؤكد ضرورة توافر جهاز لكل من نصف إلى مليون نسمة من عدد السكان لأي دولة، ولدى مصر أجهزة علاج إشعاعي تكفي المرضى.

«د. سامي» أرجع سبب وجود قوائم انتظار على الأجهزة للمرضى بسبب أعمال الإحلال والتجديد لبعض الأجهزة إلا أن التغطية تكون في مراكز مختلفة بالجامعات، موضحًا أن «العلاج الإشعاعي يمكن أن يبدأ المريض فيه مباشرة، ويمكن أن يحصل على موعد بعد شهر أو اثنين وهذه ليست فترة طويلة.

وهناك سبعة أجهزة حديثة دخلت الخدمة العام الماضي، وهي أجهزة غالية الثمن يقترب ثمنها من 50 مليون جنيه حسب الإمكانيات لكل جهاز، فضلًا عن أن الجهاز يحتاج إلى مكان ذي تجهيز خاص وسماكة خرسانة 2 متر، تكلفة المبنى للجهاز والغرفة تتراوح تكلفتها ما بين 10 إلى 20 مليون جنيه أي إن العلاج الإشعاعي يحتاج أجهزة معاونة ومكان بتكلفة تتراوح من 100 إلى 120 مليون جنيه يعمل بطاقة 5 أيام بمعدل 50 مريضًا يوميًا ويرتاح يومين».

عدد الجلسات

وتابع: عدد الجلسات التي يحتاج إليها المريض تحدد وفق التشخيص ونوع الورم، فمثلًا العلاج الإشعاعي لأورام المستقيم يبدأ قبل الجراحة، وفي أورام الثدي يكون بعد الجراحات أو أثناء العملية الجراحية كما في أورام البنكرياس.

وبشكل عام خدمات العلاج الإشعاعي مختلفة وأغلبها بعد الجراحة، كما أن العلاج الإشعاعي موضعي لمكان محدد للورم، وعلينا أن نضع في الاعتبار هنا أن أجهزة العلاج الإشعاعى معقدة ودائمًا تحتاج وجود فيزيائي وفني وطبيب يحدد خطة العلاج، ويمكن أن يحدث عطل معين يستمر ليوم أو يومين في مستلزمات الجهاز.

لكن يتم تعويض المريض ويعاد توزيع الجرعة وتوزع على بقية الجلسات أو توزيع المريض على مركز علاج ثانٍ يعمل به الجهاز لحين الإصلاح أو شراء قطع غيار من الخارج.

وكشف أن «الشركة المنتجة للأجهزة هي التي تكون مسئولة عن أعمال الصيانة، وأحيانًا ترسل الشركة خبيرًا أجنبيًا لإصلاح الجهاز، كما أن الأجهزة بشكل عام لها فترات تستخدم فيها، ولا يوجد جهاز يعمل أكثر من 15 سنة بعد ذلك لا يصلح لوجود أجهزة أكثر تطورًا تتلاشى عيوبًا موجودة فيما قبلها وتوجه العلاج الإشعاعي للورم بصورة أدق».

من جانبه قال الدكتور إيهاب مسعد، استشاري علاج الأورام بالمعهد القومي للأورام: مريض السرطان يحتاج إلى العلاج الإشعاعى كأحد أركان علاج الأورام الثلاثة، “الكيميائي والإشعاعي والجراحة إن كانت ممكنة”، ويستخدم العلاج الإشعاعى في عدة سيناريوهات منها بعد الجراحة للتقليل من فرص رجوع الورم في نفس المكان.

كما يستخدم على الورم إذا تعذرت الجراحة في حالة عدم انتشار الورم، كما يستخدم العلاج الإشعاعى كعلاج تلطيفى في حالة انتشار الورم لتقليل الألم أو لوقف النزيف، ويتلقى المرضى العلاج الإشعاعى يوميًا باستثناء أيام الإجازة نهاية الأسبوع، ويستطيع جهاز العلاج الإشعاعى أن يؤمن العلاج لعدد كبير من المرضى قد يصل إلى 70 مريضًا.

أسباب المشكلة

وأضاف: المشكلة المتكررة في كل مراكز علاج الأورام هي تعطل تلك الأجهزة رغم الصيانة الدورية مما يشكل عبئًا كبيرًا لعدم قدرة الأجهزة الأخرى في نفس المركز أو مراكز أخرى لكثرة عدد المرضى على كل جهاز.

كما أن هناك مشكلة ثانية تتمثل في عدم توافر قطع الغيار لتلك الأجهزة، وكلها استيراد من شركات كبرى ومعروفة، إضافة إلى أن أسعارها مرتفعة بعض الشيء، وفي حال تعذر العلاج بالأشعة لا يمكن استبدال العلاج الإشعاعى بالعلاج الكيميائى في معظم الحالات مما يجعل الموقف صعبًا إذا إن المريض مضطر للانتظار.

وقد يؤثر ذلك على نتائج العلاج المتوقعة، وكشف أن عدد حالات الأورام الجديدة في مصر أكثر من 80 ألف حالة جديدة بجانب الحالات القديمة التي تحصل على أدوية، موضحًا أن نحو ٦٠٪ منهم يحصلون على علاج إشعاعى لأسباب مختلفة.

في السياق ذاته أشار أحد أساتذة علاج الأورام، تحفظ على ذكر اسمه، إلى أن العمل داخل مراكز الإشعاع يكون بالعمولة حيث يحصل الطبيب الذي يحول الحالات إلى مراكز علاج على عمولة مادية على كل مريض تتراوح من 20 إلى 30% من قيمة الجلسة حسب قيمة كل طبيب، لافتًا إلى أن بعض المراكز الحكومية تعطل إصلاح الجهاز لتشغيل مراكز أخرى خاصة.

كما تؤخذ عمولات من المراكز على الحالات التي تحول إليهم ويتم علاجها على نفقة الدولة، مطالبًا بتدخل الأجهزة الرقابية في ذلك الأمر وعمل حصر بأعداد الأجهزة المتوفرة في مراكز علاج الأورام، فضلًا عن تحديد التالف منها أو المعطل والوقوف على أسباب تعطيله، والعمل على إصلاحه إنْ أمكن تيسيرًا على المرضى.

الاستغلال الأمثل 

ومن جهته كشف الدكتور أحمد الزواوي، أستاذ الأورام بجامعة قناة السويس، أحد الأعضاء المشاركين في وضع إستراتيجيات العلاج الإشعاعي عالميًا، أن مصر ليس لديها عجز في أجهزة علاج الإشعاع ولا يوجد نقص في الإمكانيات ولكن ينقصنا الاستغلال الأمثل لها، ولا داعٍ لشراء أجهزة جديدة بل الأفضل محاولة التشغيل الأمثل للأجهزة الموجودة.

ويمكننا علاج عدد أكبر من المرضى بنفس الإمكانيات المتاحة لدينا، لا سيما وأنه يوجد ما يقرب من 100 جهاز علاج إشعاعي في المحافظات بجانب أماكن العلاج الخاصة.

نقلًا عن العدد الورقي..

الجريدة الرسمية