رئيس التحرير
عصام كامل

هل ينجح شعب مصر في مواجهة «كورونا»؟

إذا نظرنا حولنا فسنجد عددا لا بأس به من المعنيين بمواجهة الأزمات والكوارث، ومنا من عاش خارج مصر وعرف كيف تُدار الأزمات، وبيننا من قرأ وسمع عن أزمات تاريخية حلت ببلادنا أو في بلاد أخرى، ورغم ذلك تلوح في الأفق شواهد سوء التعامل مع أزمة حقيقية قد تتصاعد حدتها لتصير كارثة تحصد الأرواح، ونجد رعونة في التعامل مع تلك الأزمة.

 

وكل مُنصف لا بد أن يُلقي باللوم على سلوكيات الأفراد، إذ إن جهود الدولة تبدو واضحة للعيان على أكثر من صعيد، و لكن المنصف المُتأمل قد يكون له رأي آخر، إذ إن عبور أي أزمة على مستوى الدولة يرتكز في المقام الأول على ساقين متساوتين في القوة والارتفاع، وإلا سقط المجتمع بأسره دون النظر إلى أيهما كان الأقوى أو الأعلى، وهاتان الساقان هما الوعي والثقة.

 

حكاية القائم بالأعمال مع التعليم الخاص بالقاهرة

 

ويُعد أقرب مثال في الدراما العالمية لفكرة إدارة الأزمات هو فيلم تيتانك، عندما حاولت إدارة السفينة إغلاق الأبواب على الفقراء حتى ينجو الأغنياء، وغابت الثقة وغاب معها الوعي فظهرت التصرفات الهمجية من الجميع فكانت الكارثة التي ذهبت بالأرواح والأموال، وحتى المشاعر والعاطفة.

 

ولا نذكر الوعي إلا بعد أن نسترجع الماضي بكل ذكرياته ونعلم أن «الدقيقة والثانية» لهما أهمية بالغة في حياة الشعوب، ومن تلك الذكريات سنوات الإستعمار، ومنها كذلك أيام وباء «الكوليرا» وما «نصر أكتوبر» عنا ببعيد.

 

أخيرًا.. نجح الدكتور طارق شوقي!

 

ولكن هناك من شتت وعي مجتمعنا، وجعل شبابه يلهو خلف كل تافه، ولم يعد يُقدر العلم والعلماء، وقد اعتادت الأسر في الماضي أن تتحلق حول برامج العلم والإيمان وخواطر الشيخ الشعراوي، أما الآن فلا هم لشبابنا إلا التنافس فيما لا طائل منه، وما لا يتسع المقام لذكره وأصبحت اللامبالاة سمة عامة، ومن علامات الوعي اتباع تعليمات الدولة ومنع الممارسات الاحتكارية.

 

أما عن الركيزة الثانية، وهي الثقة، فلا تكون إلا حين يجد الناس في مسئوليهم القدرة على التخطيط والإدارة من ناحية والعدل واحترام القانون من ناحية اخرى، ولكن هيهات أن نجد ذلك بين بعض وزرائنا، فقد تجد من لديه تلك القدرة ولكن ينقصه العدل، والعكس بالعكس، والأدهى أن تجد من لا قدرة لديه ولا عدل، ومثال ذلك طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الذي سطر مجلدات الفشل بحروف من «القار» دون محاسبة ولا رقابة.

 

وزير التعليم.. فيه الخصام وهو الخصم والحكم 

 

وقد نرى يومًا ما وقفة جادة للتغيير في مجتمعنا، سواء لزيادة الوعي والحس الوطني، أو اختيار الكفاءات ذات القدرة على التخطيط والتي تحقق العدل وتحترم القانون، فتنشأ الثقة التي ننشدها.

 

أما اليوم فإنني أدعو نفسي وكل قارئ أن نصطف جميعًا، حكومةً وشعبًا لنحمي أرواحنا وأهلنا وبلادنا، في مواجهة فيروس «كورونا» ونتجاوز كل الخلافات، لنكون على قدر المسئولية أمام الله، والأجيال القادمة لنضرب مثلًا جديدًا للعالم كله في القدرة على تخطي الأزمات، فمصر كانت قبل بدء التاريخ وستبقى إن شاء الله آمنة مطمئنة.. وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية