ما بعد كورونا !
بثت الفضائيات أمس صورا عديدة لعودة تلاميذ الصين إلى مدارسهم مجددا، بعد أن أغلقت عندما إنتشر فيروس كورونا فى إطار الإجراءات التى إتخذتها السلطات الصينية لحصار هذا الفيروس، الذى روع ملايين البشر فى أنحاء المعمورة المختلفة، شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، لم يفرق بين دولة غنية واُخرى محدودة الموارد والإمكانيات.
حدث ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه حكومات عدة قرارات بفرض حظر تجول وعزل لمناطق وغلق لمنشآت، ومنع خروج المواطنين من المنازل وتوجيه العاملين بالعمل من المنازل لمن يقدر على ذلك وإغلاق المقاهي والمطاعم، ووقف مظاهر الحياة المختلفة بإستثناء الطعام والشراب!
اقرأ ايضا: دعاة الفزع يمتنعون
لقد كانت عودة التلاميذ إلى المدارس أعلانا معبرا عن نجاح الصين فى هزيمة الفيروس، الذى تحول إلى وباء عالمى.. وبالتالى عاد الصينيون إلى الحياة الجماعية مجددا، وبدأوا يتخلصون من حالة العزل التى أخضعوا أنفسهم لها عندما باغتهم هذا الوباء، خاصة وأنهم أنهوا التجارب السريرية على علاج له وأوصى علماوءها بالإسراع فى إستخدامه.
وأعتقد ان مشهد التلاميذ الصينيين وهم يحتشدون مجددا فى مدارسهم هو مؤشر لحالة العالم كله، بعد ان يتمكن من السيطرة على هذا الفيروس وينتهى الكابوس الذى سببه للبشرية.. التواصل بين البشر سيعود مجددا وسوف تنتهى العزلة التى تتسابق الدول فى فرضها على نفسها وأهلها.. الحياة الحميمية بين البشر ستعود ايضا بكل مظاهر التلامس والأحضان والقبلات..
اقرأ ايضا: استغلال سياسي لفيروس كورونا
تجمعات البشر سوف تعود أيضا ومعها الرحلات والسفر فى أرجاء المعمورة.. أما الذين تسرعوا فى الإستنتاجات بأن الحياة على الأرض سوف تتغير معالمها وشكلها فإن ما توقعوه سوف ينساه الناس بعد ان ينقشع الخوف من الوباء..
الحياة تستمر حتى بعد النكبات الكبيرة وبعد فقد الأحباء.. والإنسان لا يستطيع العيش منعزلا محبوسا.. وعندما نريد عقاب أحد فإننا نحبسه.. والبشر لن يحبسوا أنفسهم بعد ان تنقشع عنهم غمة بلاء الوباء.