استغلال سياسي لفيروس كورونا
لست متأكدا من تلك الاجتهادات والتخمينات التي شاعت منذ وقت مبكّر، حول أن فيروس كورونا تم تصنيعه وتخليقه برعاية أجهزة مخابرات للنيل من دولة أو أخرى.. ولكنني متأكد تماما أن هذا الفيروس الذي انتشر في الكرة الأرضيّة انتشار النار في الحطب كما يقال استغل سياسيا، وعلى نطاق واسع وبشكل فج جدا ومثير للاستفزاز.
في البداية وعندما كانت الصين التي ظهر فيها هذا الفيروس هى وحدها التي تعاني منه، تركز الاستغلال السياسي على حملات الاتهام للصينيين بأنهم أخفوا أمر هذا الفيروس عندما ظهر لديهم لمدة شهر، حتى استفحل وانتشر، وحملات التشكيك في قدرة الصين على مجابهته والسيطرة عليه.
اقرأ أيضا: أنا والسرطان
وعندما بدأ الفيروس ينتشر سريعا خارج الصين انتشر أيضا الاستغلال السياسى له، سواء بين الدول وبعضها البعض أو داخل كل دولة على حدة.
ولعل الاستغلال السياسي الأكبر لفيروس كورونا على المستوى الدولى، هو ما يحدث الآن تجاه إيران من قبل أجهزة إعلام وحكومات مختلفة، حيث يستخدم الأمر للتشهير السياسى بها، والتشكيك فى قدراتها الصحية، فى الوقت الذي لم يحدث ذلك مثلا تجاه إيطاليا، الدولة الأوربية التي تعاني بذات الدرجة التي تعاني منها إيران بسبب هذا الفيروس.
اقرأ أيضا: شائعات كورونا ضد مصر !
أما على المستوى الداخلي في الدول فقد رأينا كيف استخدم هذا الفيروس أيضا فى الصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، وطالت الشائعات الخاصة به مؤخرا البيت الأبيض وترامب شخصيا.
وبالطبع طالنا نحن في مصر هذا الاستغلال السياسى لفيروس كورنا.. في البداية بنشر أكاذيب حول انتشار الفيروس في أرضنا قبل ظهوره فيها، ثم التشكيك في أعداد المصابين به بعد أن ظهر لدينا، والتشكيك فى قدراتنا على مواجهته..
اقرأ أيضا: تخاريف كورونا!
بل وترتيب الحملات لوقف السياحة وإغلاق المدارس والجامعات ووقف الاستيراد من الصين أولا، ثم من كل الدول التى ظهر فيها الفيروس، وهكذا فى الكوارث السياسة حاضرة، وبطريقة غير أخلاقية.