للعاصفة وجوه أخرى
موجة الطقس السيئ التي بدأت الخميس جعلت شوارعنا شبه خالية، لكنها أظهرت الكثير من مشاعرنا الطيبة التي تعلن عن نفسها في أوقات الأزمات.. مشاهد متتالية يجب أن نفتخر بها بداية من قرار بعض أصحاب المطاعم بفتح محالهم بالمجان لمن لا مأوى لهم لحين انتهاء العاصفة..
وفتاة تحمل الكلاب الصغيرة داخل سيارتها لحمايتهم من الأمطار.. ومجموعة شباب يخصصون سياراتهم الجيب لسحب السيارات المتعطلة في الطريق، بشكل مجاني وآخرين يتجولون في الشوارع للتبرع بالبطاطين للمشردين لتخفيف البرد عنهم.. بالتزامن مع هذه المواقف وغيرها كان هناك حملات تطالب بفتح أبواب المساجد والكنائس لمن لا مأوى لهم لحمايتهم من البرد.
اقرأ أيضا: في مواجهة كورونا
قد تكون بيئتنا حاضنة للمشاعر السلبية في مواقف كثيرة لكنها في بعض الأحيان تُظهر معدنها الحقيقي، حينما نبتعد عن النفاق والمصالح ونقترب أكثر من الفطرة والطبيعة الإنسانية التي تدفعنا لمساعدة بعضنا في الأزمات.
لم تتوقف أزمات الأسبوع عند العاصفة والأمطار لكنها اجتمعت مع أزمة كورونا التي تسببت في الكثير من الذعر حول العالم، لدرجة دفعت رئيس وزراء بريطانيا للقول بأن الكثير من العائلات سيفقدون أحباءهم مبكرًا.. ورغم تصريحه الصادم إلا أن هذه الكلمات عبرت عن مخاوفنا..
اقرأ أيضا: الصورة الذهنية للدولة
فالجميع يريد الاطمئنان على أحبائه من داخل البلاد أو ممن خاضوا تجربة الغربة تاركين الوطن، بعد أن صدمهم تعارض غروب الوطن مع شروق أعمارهم.. لتصدمنا مشاعر الخوف بعد أن اجتمعت على مشاعر الافتراق..
ولكن يبقى لدينا شعاع ضوء صادر من مشاعر إنسانية أظهرها البعض في مواجهة الأزمات لتعبر عن طبيعتنا المحبة للحياة والرافضة للانهزام.. كنا في الأيام الماضية أقوى من العاصفة مثلما سنكون أقوى من عاصفة كورونا وسنتجاوزها.