رئيس التحرير
عصام كامل

بقرار من الرئيس!

خبر يبدو للكثيرين انه عاديا لكنه ليس كذلك! يقول الخبر إن الرئيس السيسي وجه وزير قطاع الاعمال الدكتور هشام توفيق ب "توطين صناعة السيارات وما حولها من صناعات في مصر"!

 

لم يكن التوجيه إلا مقصودا من الرئيس في وقت يتزايد فيه الجدل عن مصير شركة النصر للسيارات، وخصوصا إن قوي عالمية ومحلية لا تريد لمصر الإتجاه إلي الصناعة ولا الإهتمام أصلا بها ولا النجاح في عدد من الصناعات منها السيارات!

 

اقرأ ايضا: حكاية "المسئولية السياسية"!

 

ما القصة إذن ؟ نقول لكم بعض تفاصيلها في السطور التالية:

إنطلقت صناعة السيارات في مصر منتصف الخمسينيات وأسست شركة النصر للسيارات عام 1959، ضمن خطة تصنيع شاملة وطموحة لمصر قادها الزعيم جمال عبد الناصر، وأفتتحت عام 1960 بالتعاون مع أربعة شركات من ثلاثة دول، هي ألمانيا وإيطاليا ويوغسلافيا، وبدأت بالتجميع ثم تحولت الي تصنيع مكونات بنسبة 40 %.. وهي نسبة جيدة في بداية تصنيع سيارة محلية!

 

ولكي نعرف حجم ما جري علينا أن نعرف إنه في الوقت نفسه تقريبا كانت كوريا الجنوبية تؤسس شركة سانج يونج عام 1954، وتحول شركة (جي إم كوريا) من التجميع والتصنيع البسيط، الي شركة كبري بالتعاون مع جنرال موتورز عام 1962، حتي إشترتها وتحولت إلي "جنرال موتور كوريا" تنتج الأن 900 ألف مركبة سنويا!

 

اقرأ ايضا: بالأدلة.. في ذكرى ميلاد المؤسس الحقيقي لمصر الحديثة!

 

أما كيا فقد أسست عام 44 كصناعات هندسية للمواسير، وغيرها تحولت للدراجات عام 1957 ثم للسيارات عام 1962، أما هيونداي فتأسست سنة 1947 كشركة للهندسة والإنشاءات ثم تحولت لصناعة السيارات عام 1967 !

 

كل الشركات الكورية السابقة لقيت العناية والحماية من الدولة الكورية بل وتوسعات في حين في مصر -التي كانت تسبق كوريا- صدرت قوانين الإنفتاح عام 1974، بتوجيه من الرئيس السادات بما سمح بدخول المنتجات الأجنبية، وبدلا من إستمرار النهوض بالشركة التي كانت قد بلغت مساحتها أكثر من مليون ونصف متر، يعمل بها 12 ألف عامل وتنتج سيارات نصر بدرجاتها المختلفة البالغة أكثر من 15 نوعا..

 

اقرأ ايضا: السيسي وهو ما عملش حاجة خالص!

 

مثل نصر 1100 ونصر 1300 ونصر128 وهكذا وتنتج الأف السيارات سنويا تسبب المنافسة المفاجئة مع شركات عالمية عملاقة إلي ضرب الشركة المصرية في مقتل، وتراجعت الي 300 عامل وخسائر مستمرة حتي إضطرت الي التوقف!

 

بعد 2014 عادت الأمال للعودة إلي التصنيع والتخلص من أثار الخصخصة، فقرر مجلس إدارة الشركة عودتها للعمل.. وهو ما يحتاج إلي جهود جبارة وأموال كبيرة، حتي ظهرت فكرة الشراكة مع إحدي الشركات الصينية، وبعد أشهر من التفاوض تعثر الإتفاق، ثم أحيت السيارة الكهربائية الأمال في إعادة عمل الشركة..

 

وبدأت الشركة كأنها حائرة بين الإنتاج الحربي وقطاع الأعمال، وبدأت الإشاعات عن عدم حماس الدكتور هشام توفيق للأمر ونسي هؤلاء إن توفيق ـوقد إنتقدناه في بعض الامورـ ملتزم بسياسة دولة يقودها رئيس أصدر توجيهه السابق للوزير، الذي يعمل بإخلاص ليحسم الأمر عند الرأي العام أولا، ويسرع في إنجاز العمل ثانيا، الذي حدده ب "توطين" الصناعة وما "حولها" من صناعات!

 

قريبا سيارة مصرية في الأسواق.. قطاع عام.. قطاع خاص.. شراكة بينهما.. في الأخير سنري سيارة مصرية والسلام!

كانت تلك بعض تفاصيل القصة لنعرف سبب القرار، وكيف كنا وكيف كان غيرنا وما وصلنا إليه!

 

الجريدة الرسمية