بالأدلة.. في ذكرى ميلاد المؤسس الحقيقي لمصر الحديثة!
لسنا في سباق ألقاب تمنح حسب الهوى.. لكننا سنقول ما لا يقوله أحد.. ففرق كبير بين بناء مجد أسرة وبناء مجد أمة.. بين من صادر أرض مصر كلها لشخصه ولأولاده ومحاسيبهم من بعده وبين من وزعها علي أهلها الحقيقيين دون سهم واحد له ولعائلته.. بين من دخل الحروب هنا وهناك من الجزيرة العربية إلى أفريقيا وبين من احتضن العرب وأفريقيا.
بين من قبل صاغرا معاهدة لندن المذلة وبين من رفض الاستسلام وقاتل وبنى الجيش من جديد.. بين من أرسل البعثات العلمية للخارج من أغلبية غير مصرية تضم مصريين وبين من أرسل المتفوقين في بعثات هي بالكامل من أبناء شعبنا.. وبين من حفر أبناؤه القناة على جثث مائة وعشرين ألف مصري وبين من أعادها لأهلها وفوقها حق المصريين المنهوب في مؤسسات أجنبية تم تمصيرها بالكامل!
علي كل حال كثيرون لا يعرفون شيئا عن تاريخ بلادهم وكان إعلام الإخوان مصدر معلوماتهم الأساسي وكثيرون غيرهم يعرفون القليل عن هذا التاريخ، لكن اختصارا نقول إن مصر قبل ثورة أبناء الجيش العظيم في 1952 ليست كحالها بعدها.. ليس فقط في المقارنة بين دولة محتلة وبين دولة قائدة في محيطها وفي العالم كله.. وإنما أيضا في ملامح الدول الحديثة.
اقرأ أيضا: قيس سعيد فى خطر!
مصر الثورة وعبد الناصر هي من أسست الجهاز المركزي للمحاسبات بشكله المعاصر، ومعه الجهازين المركزيين للمحاسبات والآخر للتعبئة والإحصاء ثم الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.. وهي التي أسست جهاز المخابرات العامة وهيئة الرقابة الادارية والمركز القومي للبحوث، ومركز البحوث الجنائية، ومركز البحوث الأفريقية، والمركز القومي للترجمة، ومركز بحوث البناء، ومدينة البعوث الاسلامية، والكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والمحكمة الدستورية العليا، ومعهد القلب، والمعهد القومي للأورام، وغيرها وغيرها!
ومن المعالم الأساسية كورنيش النيل، وبرج القاهرة، ومدينة المعمورة الشاطئ، وجمصة، والسيرك القومي، ومسرح البالون، وأكاديمية الفنون، والهيئة العامة للكتاب، ومعرض الكتاب، وهيئة قصور الثقافة وغيرها..
أما في الصناعة -التي قال عنها الرئيس السيسي إن عبد الناصر ترك لنا مصانع لم يستطيعوا الحفاظ عليها- فلا يتسع إلا كتاب لذلك.. فرغم أن الهدم أسهل من البناء فإن ما بني في هذه الفترة من مصانع كبيرة لم ينتهوا من بيعه في الخصخصة!
اقرأ أيضا: السيسي وهو ما عملش حاجة خالص!
لدرجة أن شركة واحدة قابضة للصناعات الكيماوية تضم النصر للأسمدة، والصناعات الكيماوية، الصناعات الكيماوية المصرية كيما بأسوان، الدلتا للأسمدة، والصناعات الكيماوية الشركة العامة لصناعة الورق "راكتا"، مطابع محرم الصناعية، مصر لصناعة الكيماويات القومية للأسمنت، سيناء للمنجنيز، المصرية للمواسير، والمنتجات الإسمنتية، الشرقية للدخان والسجائر "إيسترن كومبانى"، النيل للكبريت، النقل والهندسة، النصر لمنتجات الكاوتشوك "ناروبين"، والمصرية للأحذية "باتا"، العامة للتجارة والكيماويات، والمحاريث، والهندسة، واليايات، ومهمات وسائل النقل، النصر للأجهزة الكهربائية والإلكترونية "نيازا"، والنصر للملاحة!
بينما القابضة للصناعات المعدنية تضم علي سبيل المثال الحديد والصلب المصرية، العامة لمنتجات الخزف والصينى، وإسكندرية للحراريات، والنصر للتعدين، والهندسية لصناعة السيارات، الي سيماف لعربات السكك الحديدية!
وفي الصناعات الغذائية حدث ولا حرج، من أدفينا إلى قها التي تحولت من عنابر للعصائر إلى الشركة العملاقة، بمصانعها العديدة التي نتباهى بها بالخارج، إلى بسكو مصر، ومصر للألبان بمصانعها الخمسة العملاقة!
واقرأ أيضا: التسول والبلطجة وقلة الأدب والإعلام فى طنطا!
لم نذكر ترسانة الإسكندرية، ولا ألومونيوم نجع حمادي، ولا مصانع النسيج بدمنهور ودمياط ومحافظات الصعيد شبين الكوم، وستيا الاسكندرية، وزيوت طنطا، وسماد طلخا، ولا رمسيس للسيارات، -التي لو سارت في التطور الطبيعي هي والنصر لكان لمصر شأن اخر في صناعة السيارات- ولا الصناعات الحربية التي كنا نسبق بها الهند تحديدا في صناعة الطائرات، مثل حلوان ٣٠٠، التي كان محركها يتفوق علي الميج الروسية وسميت "عصفور النار"!، بينما كنا اقتصاديا في المجمل نسبق كوريا الجنوبية التي هي سادس اقوي اقتصاد في العالم والأعلي دخلا للفرد!
الإنجازات كثيرة.. تمت واستمرت رغم الحروب التي يحاولون إلصاقها بالرجل وكأنه اعتدي علي غيره.. كثيرة هي الإنجازات ولا يمكن حصرها في مقال، بينما نقف امام جيل كامل ولد ونشأ ولم يسمع إلا أكاذيب قيلت في اكبر واسوأ حملة تشويه ضد رجل، دون محاسبة من جاء بعده، ولم يحافظوا على كل ذلك.. المجد لروح الزعيم الطاهرة في ذكرى ميلاه ال ١٠٢!