منيرة المهدية.. أول من طبقت نظام الرواتب للممثلين
مطربة التخت الشرقاوية التى لقبت بسلطانة الطرب، تربعت على عرش الطرب بعد ان عرفها جمهور القاهرة مطربة وراقصة فى مقاهى الازبكية، وفى مثل هذا اليوم 11 مارس عام 1965 رحلت سلطانة الطرب منيرة المهدية عن عمر يناهز 80 عاما.
وبدأت زكية حسن منصور ــ الاسم الحقيقى لمنيرة المهدية ـــ شهرتها الفنية عام 1915 بعد ان حضرت الى القاهرة وتنقلت بين ملاهيها ، ثم انضمت الى فرقة عزيز عيد الكوميدية لتبدأ رحلتها مع اغان الشيخ سلامة حجازى.
وفي لقاء نادر أجرته منيرة المهدية فى برنامج "كان زمان " عام 1974 فى التليفزيون المصري، تذكر تفاصيل بدايتها في احتراف الغناء، فتقول:
بدأت الغناء في الثامنة من عمرى ، وكنت أغني وقتئذ قصائد فصحى في غاية الصعوبة، وكان أول لقاء جمع بينى وبين الشيخ سلامة حجازي في سن صغيرلكنه عندما سمع صوتي وصفه بالصوت الأبيض ، فلم أفهم آنذاك ماذا يقصد ، ولم أكن أعرف أنه الشيخ سلامة حتى جاءني رجل وقال لي :انتي عارفه ده مين؟ ده الشيخ سلامه حجازي يابنت ،فتعجبت وقلت له :انت الشيخ سلامة ؟ ده انا حافظة كل أعمالك.
فطلب مني الغناء وبعد أن انتهيت، قال لي: "محدش هيورثني غيرك". ولم تتوقف المهدية عن عتبة الغناء والطقوقطة، التي تربعت على عرشه، وإنما امتدت خطواتها لتطرق أبواب المسرح، ولكن الطريف في الأمر هو أن أول دور مسرحي تقوم بتمثيله لم تمثل فيه دور امرأة، وإنما كان دور ذكوري، حيث مثلت شخصية "روميو" في مسرحية (روميو وجوليت ) بالتعاون مع فرقة الشيخ سلامة المسرحية. ، أما اول دور لشخصية نسائية كانت فى مسرحية كارمن . رغم ان معظم اعمالها مترجمة الا انها قدمت مسرحيات ليونس القاضى مثل "حرم المفتش " ولعزيز عيد قدمت "الغندورة " التى حولتها بعد ذلك الى فيلم سينمائى . من العلامات المضيئة فى حياتها انها اول من طبقت نظام الرواتب على الممثلين بعد ان كانوا يتناولون اجورهم بالحصة او بالدور لدرجة ان المطربين والمطربات تركوا مسرح الشيخ سلامة حجازى وحضروا للعمل معها .
قيادات الوفد يحيون ذكرى ثورة ١٩١٩
وعندما وصفت نوعية الجمهور الذى كان يحضر اليها قالت :”الوزراء كانوا طوابير بيقفوا على باب مسرحى ليشاهدوا رواياتى وكان ثمن التذكرة 2 جنيه. ولطالما اتخذت قرارات سياسية من الوزراء والساسة فى عوامتى “
بظهور ام كلثوم التى كانت اشد منافسيها رغم صغر سنها انتهت اسطورة منيرة المهدية مع الطرب فاعتزلت الفن حتى رحلت واضافت فى لقائها انها اول من قدم محمد عبد الوهاب ممثلا على المسرح وعندما خرج من عندها لم يقف على المسرح ثانية وانها استبدلته بالمطرب صالح عبد الحى فى رواية "تسوكا".
تزعمت سلطانة الطرب حركة وطنية عن طريق مسرحها الغنائى طوال ثورة 1919 مستغلة حب الناس لها واستسلام الانجليز امام شعبيتها حتى انهم اضطروا الى استثناء مقهى "نزهة النفوس " المقهى الخاص بهامن قرار اغلاق المقاهى فى اعقاب الحرب العالمية الثانية فبدأت تغنى اغان وطنية تحث الناس فيها على الدعوة الى الاستقلال مثل اغنيات :ان كنت فى الجيش ،مصر الجميلة ، مارش البرلمان ، مصر الجديدة .