حاكموهم.. فيروس الحماقة والعمالة!
بينما تتفسخ العلاقات فى صورها الاقتصادية والاجتماعية بل والحدودية، بين الدول فى الوقت الراهن تحت وطأة الضربات الخفية المتسللة لفيروس كورونا، والتداعيات ستتضاعف لاحقا على نحو أبشع، فإن الاهتمام الشعبى، ينصرف حاليا أيضا عن كارثة القرار الإثيوبى ببدء ملء سد تعطيش مصر اعتبار من أول يوليو.
حالة القلق الفيروسى العارمة انتقلت من الصين إلى إيران إلى إيطاليا إلى ألمانيا إلى بريطانيا إلى فرنسا فأمريكا.. أما نحن فكنا نبحث عن أسباب تأخر قدوم المصيبة حتى جاءت. الحقيقة أننا أصلا واقعون فى مصيبة كبرى منذ الخامس والعشرين من يناير قبل تسع سنوات، ضربتنا كورونا الخيانة فى أعز ما نملك، وهو النيل العظيم.
اقرأ أيضا: الكمامة.. والقمامة!
لقد تآمر علينا بالعمد وبالعند وبالجهل مجموعة فيها عملاء وفيها حمقى. لأول مرة يفلح تآمر من هذا النوع الشاذ، جمع بين عميل وعبيط. وكان الثمن هو إرثنا الإلهى من مياه النيل وحقنا التاريخى فى الرزق الطبيعى المتاح لنا بحكم الجغرافيا والتاريخ والحضارة.
وحيث أن الدولة المصرية، الشعب والحكومة والأرض والسيادة، مهددة جميعها تهديدا جسيما إذا واصلت الحكومة الإثيوبية بناء سدها لاحتجاز مليارات الأمتار المكعبة من مياه النيل الأزرق، وحيث أن الزرع والضرع ومظاهر الحياة كافة سوف تصاب بالإتلاف وبالعقم وبالتوقف وبالجدب والجفاف..
وحيث أن هذا الموقف يمثل حالة قتل جماعى عمدية، مع سبق الإصرار والترصد، وحيث أن الدولة المصرية ربما تضطر إلى ممارسة واجبها وحقها الشرعى فى رد العدوان وإنزال العقاب بالأجنبى (الإثيوبى المضلل الكاذب) فإن من العقل ومن العدل إنزال العقاب بالمجموعة الحمقاء من الجهلاء.
ومعدومى الحس السياسي، وكذلك من كان منهم فاعلا عامدا، ممن ذهبوا لمبايعة رئيس الوزراء الإثيوبى ميليس زيناوى وبيعهم له حق التصرف في مياه النيل بأن شايعوه على بناء السد الذي يهدد مصر الآن، ومنحوه الانطباع بأنهم يمثلون شعب مصر كله.
هؤلاء أضروا بنا ضررا جسيما مستغلين حالة السيولة والتسيب وضعف قبضة الدولة وقوتها وقته، وزاروا إثيوبيا ليرفعوا الأيدي معها متضامنين مشجعين لها!
اقرأ أيضا: مجلس إدارة الفوضى
أطلقوا على أنفسهم إسم الدبلوماسية الشعبية، ليبيعوا ما لا يملكون بإسم الشعب، وكان منهم: أعضاء من ائتلاف شباب الثورة، ورئيس حزب الوفد، الدكتور السيد البدوي، وعبد الحكيم جمال عبد الناصر، وحمدين صباحي، رئيس حزب الكرامة المرشح لرئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى المستشار هشام البسطويسي، نائب رئيس محكمة النقض السابق، والمرشح أيضا لانتخابات الرئاسة. (المصدر المصرى اليوم بتاريخ الخامس من مايو 2011).
انظروا التوقيت.. تحركوا بمنتهى السرعة ومصر تنهار وتتقوض دعائمها تحت ضربات المؤامرة، وراحوا يعطون للأحباش مباركتهم للتحكم في النيل. بإسم الثورة يمنحون الأجنبى مقدرات الوطن.
إن هذه المجموعة الحمقاء لا تقل حماقة عما فعله محمد مرسى جاسوس مصر الراحل، يناقش خطة ضرب إثيوبيا على الهواء من داخل قصر الرئاسة.
وصف الحماقة لا يعطل عنهم توصيف الأضرار الجسيم بالمصالح العليا للوطن. ومن ثم فإن مساءلتهم واجبة ومحاسبتهم حق. بسببهم قد نذهب الى حرب، وبسببهم أضعنا تسعة أعوام فى تدليل الأحباش والتذلل والتباحث والمهادنة. كله بسببكم أيها الأغبياء وفيكم من عمل لغير مصلحة الوطن عمدا. حاكموهم.