فتحي رضوان يكتب: الوزراء بين السياسة والرياضة
فى مجلة المصور 1954 نشرت مقدمة صغيرة حول الرياضات التى يمارسها وزراء حكومة مجلس قيادة الثورة.
وقالت: إن القائم مقام أنور السادات يمارس الألعاب السويدية فى الماء، وقائد الجناح عبد اللطيف البغدادى يلعب الإسكواش مع زميله البكباشى حسين الشافعى يوميا، أما الدكتور نور الدين طراف وكان وزيرا للصحة فكان يجرى فى الملعب خلف كرات التنس، ويلعب الأستاذ فتحى رضوان الجولف.
وكتب فتحى رضوان وكان وزيرا للإرشاد ـــ ولد فى مارس 1911 ورحل 1988 ـــ مقالا عن علاقة السياسى بالرياضة قال فيه: ”هما شيء واحد.. إن أردتم الحق، فالسياسى لا يستطيع أن ينجح إلا إذا كانت أخلاقه رياضية بالمعنى العالى لكلمة الأخلاق الرياضية.. فلا بد للسياسى من فضيلة ضبط النفس ولا بد له من المثابرة والاحتمال والثقة بالنصر حتى آخر المعركة.. ولا بد للسياسى من قواعد يلتزمها ولا يخرج عنها حتى لو أخرته هذه القواعد.. أول الأمر عن الصفوف الأولى أو أبعدته عن النجاح”.
وتابع: ”لا تصدق أن سياسيا ينجح إذا تجرد من هذه الأخلاق، فالسياسيون الذين ينجحوا بالغش والخديعة لا يلبثوا أن يسقطوا، لكن بعض الناس لا تصدق ذلك ويحسب أن السياسة خداع كلها، وأن الفوز من نصيب الكدابين الذين ينثرون الوعود“.
واستطرد: ”والحق أن بعض هؤلاء يصلون لكنهم يبقون حيث وضعوا طويلا، وإذا طال نجاحهم فلأن الذين ينافسونهم أسوأ منهم، والسياسى فى أمس الحاجة إلى الرياضة لا لتعلمه الخلق ولكن لتجدد قوى بدنه ولتطرد رواسب نفسه ، فإن الانسان المتعب المكدود، إذا استنشق الهواء الطلق وحرك ساقيه وذراعيه وعادت له قوته وشبابه عاد الى العمل أكثر إقبالا وأعظم استعدادا.
واضاف فتحي رضوان في مقاله: ”ليس مهما أن يكون الإنسان متفوقا فى الرياضة، وأنا أعترف بغير خجل أنى مبتدئ فى لعبة التنس مع أنى أمارسها منذ سنتين، فلم تكن غايتى أبدا أن أكون "شامبيونا" فيها ولا أحسبنى قادرا على الوصول إلى هذه المرتبة.. وإنما القصد كل القصد أن أجدد نفسى كما قلت وأن أنسى المشاكل والمتاعب التى ذهبت بها إلى الملعب، وقد كان لى معيار أقيس به نجاح التمرين غير المقياس الذى يعتمد عليه مدربى.. فإذا نجحت فى نسيان كل مشاكلى أثناء اللعب فهو لعب ناجح، أما إذا شغلت ولو قليلا فقد رسبت حتى لو أحسنت التسديد.
"ملوك اللعبة" مفاجأة أوكا وأورتيجا مع عبد الباسط حمودة
وأردف: ”كنت أسمع من إخوانى السياسيين أن الوقت لا يسمح بالرياضة، والواقع أن الوقت لم يعد يسمح من على أن يقود الطيارة ويكتب المقالة ويلقى الخطبة ويركب الخيل ويرسم اللوحات، ولا ترد هذه القدرة إلى حيوية الإنسان وحده بل إلى تحقيق رغبته فى هذه الهواية من جهة وإلى تنظيم وقته مثلا أنا أجد فى الساعتين اللتين أقضيهما فى طريق الذهاب إلى المكتب والعودة منه إلى المنزل فى الصباح والمساء فرصة لقراءة الصحف وأحيانا الكتب”.