وزيرة الصحة الي الصين.. اكثر من عصفور بزيارة واحدة!
لم تمر ساعات عن مقال الأمس بعنوان" كورونا ومصر و٣ دول" عن قرائن علي التربص بمصر، واشارات علي تعمد الإساءة للأحوال في مصر من عدد من الدول، مع حملات إلكترونية شرسة مصحوبة بإشاعات عديدة، نقول لم تمر ساعات إلا وأعلنت قطر عن منع القادمين من مصر من الدخول الي هناك!
وبالتالي تأكدنا من استهداف مصر، ومحاولات التأثير علي إقتصادها من خلال التأثير علي السياحة والإستثمار!
أمس يجتمع الرئيس السيسي بوزيرة الصحة قبل سفرها للصين.. لا يمكن أن يكون تكليفها بالسفر قد تم في الإجتماع.. لأن هناك إستعدادات أخري جرت، من إبلاغ الصين والسفارة الصينية بالقاهرة، وسفيرها، فضلا عن شحنات الأدوية، ولكن إجتماع الأمس يمنح الزيارة دعما رئاسيا كبيرا، و… الدعم الاعلامي للزيارة لمزيد من لفت الأنظار اليها.. والدعمان مطلوبان الي أقصي درجة..
اقرأ ايضا: كيف عاد الصيادون من اليمن؟!
وبينما العالم يقاطع الصين ويتجنبها وحتي لا توضع مصر في هذا المعسكر المقاطع -خصوصا بعد إلغاء رحلة مصر للطيران الإسبوعية الي الصين- تفعل مصر العكس.. وتوصل علاقتها بالقوة الاقتصادية العالمية الثانية حتي رغم أزمة كورونا..
سياسة الصين عبر ٦٤ عاما أكدت البعد الحضاري الشرقي في البلد الكبير، إذ أكدت انها لا ولم ولن تنسي لمصر إنها كانت أول دولة عربية وشرق أوسطية وإفريقية تعترف بالصين عام ١٩٥٦، ومن خلالها كسرت العزلة في المنطقة..
اقرأ ايضا: مصر و3 أزمات..محاولة للفهم!
وتم ذلك وأمريكا والغرب كانوا وقتها يعتبرون ذلك جريمة كبري يعاقب من يفعلها، وهو ما إنعكس علي خصوصية مصر لدي الصين، ودعم الصين الكامل لكافة القضايا العربية!
الأهم: رمزية شحنات الأدوية لبلد إمكانياته الإقتصادية كبيرة، والإطلاع مباشرة علي تفاصيل الحرب مع "كورونا" من أعلي مسئول صحي.. لكن يبقي الأهم علي الاطلاق وهو المرتبط بمقدمة هذا المقال.. اذ استطاعت مصر الرد علي محاولات وصمها بأنها تحولت الي مصدر المرض بإعادة التذكير بمصدر المرض الحقيقي..
اقرأ ايضا: الهدف الحقيقي لصفقة ترامب!
بل والتأكيد علي حجم الثقة المصرية في الأوضاع المحلية، فلا نعاني إرتباكا ولا نعير الاتهامات الموجهة لنا إهتماما، ولا فرضنا حالة طوارئ طبية، والامور تجري في بلادنا بإنضباط ويقظة بإشراف رئيس الجمهورية نفسه، وبمتابعة من كافة الاجهزة المعنية، حتي لو ظهرت بعض الحالات المصابة، إلا إن الأمور في إطارها الطبيعي، وليس كما يريد البعض تصويره بأننا مصدرا للمرض، وبمستوي من الإشتباك يسمح ويقبل بمغادرة وزيرة الصحة نفسها للبلاد!
العالم بالفعل يتحدث عن الزيارة وأسبابها وسرها وغموضها والدعم المصري للصين الصديقة، وشجاعة الوزيرة، أو قل شجاعة الخطوة نفسها، وتراجع -سيتراجع حتما- الحديث عن الإتهامات والمزاعم والحملة ضد مصر!
الصين كما لم تنس إعتراف ٥٦ لن تنسي موقف ٢٠٢٠ !