حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي(6)
تناولنا فى المقال السابق من سلسلة مقالات “حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي” كيفية اعتماد التنظيمات الداعيشية على استخدام أساليب متطورة لتجنيد الأفرد، وخصوصا من فئة الشباب، واستغلال كل مشاكلهم من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية لاستقطابهم، بتقديم منح مادية ومعنوية لهم..
كما أنهم استغلوا حالة الاغتراب التي يشعر بها الشباب، وتتمثل آلياتهم في جذب الشباب فى استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، وتأسيسا على ما سبق نجد أن المؤسسات التعليمية لها أهمية كبيرة في مواجهة بعض أدوات حروب الجيل الرابع..
وخصوصا الأمور الفكرية والشائعات التى تؤثر على الطلاب، سواء فى مرحلة التعليم الجامعي أو التعليم قبل الجامعي، وقد تعمل على تغيير سلوكياتهم وأفكارهم المختلفة، وتعمل كذلك على تلبية حاجاتهم التربوية والتعليمية، ومن أهمية المؤسسة التعليمية المساهمة الواضحة في عملية التنشئة الاجتماعية..
اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع.. معركة الوعى "1"
وتقويم سلوك المتعلم من خلال غرس الوازع الديني، وزيادة صلة المتعلم بربه من خلال المناهج التعليميّة المختلفة، وترسيخ أخلاقيات الأديان السماوية، لذلك يخطئ من يعتقد أن مهمة المؤسسات التعليمية مقتصرة على تعليم القراءة والكتابة للطلاب دون العمل على تعليم أفراد المجتمع ما يحتاجون إليه في حياتهم..
وأهم شيء يحتاجونه ولا حياة لهم بدونه هو الأمن بصفه عامة، والأمن الفكري للطالب بصفة خاصة داخل المؤسسات التعليمية المختلفة، إن الذي يقوم على هذه المؤسسات نحسبهم خلاصة مفكري الأمة وفيهم يجب أن تجتمع الصفات الحميدة المؤهلة لإدراك أهمية الأمر والشعور بالمسئولية الملقاة على عواتقهم..
إن مواجهة أساليب حروب الجيل الرابع ليس فقط مسئولية السلطات المعنية بالأمن إنما أيضا المؤسسات الاجتماعية بكل أنواعها، سواء التعليمية أو الثقافية أو الدينية التي سيكون لها، من المؤكد، دور فعال وحيوي في المساهمة في تحقيق أعلى مستويات الأمن الفكري..
اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع.. معركة الوعى "2"
لذلك فإن التقليد الأعمى للغرب هو من أخطر الصفات التي بدأت تغزو عقول شبابنا العربي بغض النظر عن انتمائاته الدينية، وقد لوحظت على الكثير من الشباب، ومنها قصات الشعر واللباس وطريقة الكلام والتعامل والاختلاط غير المحسوب من كلا الجانبين، وبسبب التبعية ضعفت التربية والتوجيه للأجيال المسلمة..
والمتأمل في مرجعية كثير من الشباب يجد أنها بين الذين اتبعوا منهج التكفير واستباحوا دماء المسلمين وغير المسلمين وأعراضَهم وأموالهَم، يقودهم إلى ذلك الجهلُ بالنصوص الشرعية الواردة في كتاب الله والسنة النبوية..
والمرجعية الأخري وهى الفضائيات والشبكة العنكبوتية وما تبثه من مناهج عدائية لبلادنا، وما تروجُ له من أكاذيب وادعاءات باطلة، الهدف من ورائها النيل من ثوابتِ بلادنا وزعزعةِ أمنها واستقرارها، ورغبة منهم في الإضرار بالاقتصاد المصري..
اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي.. (٣)
لذا فإن المؤسسات التعليمية والتربوية تأتى في مقدمة المؤسسات المجتمعية المنوط بها تحقيق الأمن الفكري، وذلك لعظم مسئولياتها ودورها الاستراتيجي القائم على إعداد المواطن الصالح، والعناية بعقله وتعزيز سلوكه وحمايته من التطرف والغلو..
لذلك على المؤسسات التعليمية أن تعمل على كشف مصادر الأفكار المنحرفة لأبنائنا الطلاب، وذلك لوقايتهم منها، من خلال عقد ندوات توعية وبمشاركة مجتمعية عن خطورة مصادر الأفكار المنحرفة، وأهمية الأمن الفكري إذا كُشف المصدر أمكن معالجة المتأثرين بهذه الأفكار المنحرفة، وتحصين الطلاب الذين قد يتأثرون بها..
فلابد من تعريفهم بهذه المصادر وخطرها قبل أن يتأثروا بها، من خلال نشر الشائعات والأخبار الكاذبة وبث أفكار مغلوطة تؤدى إلى عدم الثقة بالدولة ما يهدد كيانها، وبالتالى إرتكاب العديد من الجرائم.
إن الجهد الأمني ليس كافياً وحده للحد من ظواهر الانحراف في الفكر، والحاجة قائمة لتضافر الجهود في مختلف المجالات داخل المجتمع المصري لخوض معركة الوعي المجتمعي..
وللحديث بقية