الله ليس له وكلاء
نعم الله عز وجل ليس له وكلاء على الأرض لا الأمس ولا اليوم ولا الغد.. هو أرسل الرسل والأنبياء للناس لإصلاح أحوالهم، كان خاتمهم هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لم يوكل أحدا على الأرض ليتحدث باسمه أو ليقرر نيابة عنه.. فكيف ينصب البعض أنفسهم وكلاء لله عزوجل يقررون نيابة عنه من يدخل الجنة ومن يدخل النار؟!
لقد ابتلينا بهؤلاء الذين نصبوا أنفسهم وكلاء لله على الأرض منذ زمن سحيق، واتخذوا من ذلك وسيلة للسيطرة على الناس والتحكم فى مصائرهم، ولتحقيق مصالح شتى على رأسها المصالح السياسية أيضا.. وفى عصرنا الحديث شهدنا ذلك فى سيطرة الكنيسة فى الغرب على الدولة، وفى تأسيس دولة على أسس دينية هى الدولة العبرية الإسرائيلية، وأيضاً فى ظهور جماعات وتنظيمات احتكرت توزيع صكوك التدين والكفر فى الإسلام .
اقرأ ايضا: أنا والسرطان
لكن كل ذلك باطل وزائف.. ولذلك انتفض الأوربيون منذ قرون لفصل الدولة عن الدين، ورفض الفلسطينيون ومعهم شعوب عديدة يهودية الدولة الإسرائيلية، وتصدت شعوب عربية لجماعات التكفير التى انخرطت فى ممارسة العنف والإرهاب، ومع ذلك مازال يطل علينا بين الحين والآخر من يدعون انهم وكلاء لله عز وجل، ليكفروا هذا، ويحكموا عليه بألفاظه فى النار ويمنحون ذاك صكوكا زائفة لدخول الجنة!..
اقرأ ايضا: حكومة ترتدى العمامة!
لقد ابتلينا بهؤلاء ولا علاج لهذا الابتلاء إلا بأن يتم تنفيذ القانون بصرامة عليهم.. فالقانون الذى يستند إلى الدستور يحظر تكفير أحد، ويتعامل مع المواطنين كافة مهما اختلفت أديانهم سواء.. ولا يصح أن نفسح لهؤلاء الذين يدعون أنهم وكلاء لله عز وجل مكانا فى منابرنا الدينية والإعلامية والثقافية والتربوية ليبثوا سموم الفتنة فى مجتمعنا.. أما دخول الجنة فهو شأن إلهى فقط .