مأزق كبير.. وفشل أكبر!
عالميًّا باتت الصحافة ولا سيما المطبوعة في مأزق كبير نجم عن عجزها على الوفاء باحتياجات قرائها الذين تغيرت أنماطهم القرائية واهتماماتهم، ومجابهة السيل الجارف للميديا الحديثة وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي..
ففي تقرير أخير لشبكة بلومبرج الأمريكية يقول تشارلي مونجر الرئيس السابق لشركة النشر دايلي جورنال والبالغ من العمر 96 عاما إن التغييرات التكنولوجية باتت مدمرة للصحف اليومية في الولايات المتحدة؛ فالعائدات تتراجع وتختفي، والنفقات تتزايد وجميعها –يقصد الصحف- سوف يموت..
اقرأ أيضا
تجديد الفكر.. والتطاول على شيخ الأزهر!
لكنه استثنى النيويورك تايمز وول ستريت جورنال، فيما أكد أن "الديلي جورنال بإمكانها الصمود لامتلاكها محفظة أسهم ثقيلة في البنوك وبرامج وأدوات أخرى للمحاكم الأمريكية.. وعربياً ومنذ بضعة أيام توقفت صحيفة ديلى ستار اللبنانية الصادرة باللغة الإنجليزية التي تأسست عام 1952 عن طباعة نسختها الورقية لأسباب مالية..
وقد سبقها إلى ذلك المصير المؤلم قبل أكثر من عامين صحيفة السفير اللبنانية بعد أربعة عقود من الصدور.. كما أغلقت صحيفة "الحياة" العريقة مكتبها في لبنان بعد أكثر من سبعين عاما للأسباب ذاتها.. هذه النماذج وغيرها تعني أن أزمة الصحافة ليست محلية بل عالمية وهو ما يجعل الحديث عن إصلاح الواقع المتردي لصحافتنا وإعلامنا بعد إعادة وزارة الإعلام أمراً لا مفر منه..
اقرأ أيضا
الرئيس.. وغياب الإعلام.. وبناء الوعي!
ولقد طرحت هنا ذات يوم سؤالا عقب تشكيل مجالس وهيئات الصحافة والإعلام منذ ما يقرب من 3 سنوات أو أكثر: هل نرى جهدا ملموسا لتغيير هذا الواقع لإنقاذ الصحافة والإعلام من تدهور متزايد لحق بها منذ يناير 2011، تدهور جعل إعلامنا متهماً بأنه جزء من مشكلات مصر وليس طريقاً لحلها، بعد أن صار سلعة تباع وتشترى، وخدمة مدفوعة الأجر لمن يملك ثمنها..
تراجعت الرسالة والمهنية ومعهما أولويات الوطن وغاب الضمير المهني وحضرت أجندات الممولين والعشوائية.. وفقد مجتمعنا بوصلته الحقيقية نحو بناء وعي حقيقي بما يدور حوله وما يحاك له، وفقد إعلامنا قدرته على التأثير في الرأي العام العالمي بعد إغراقه في المحلية. ولم يلتفت أحد ممن بيده القرار وقتها إلى حجم الخسارة الفادحة مهنيا وقوميا جراء إهمالنا وعجزنا عن الحفاظ على ما تركه لنا جيل النهضة العظيم وروادها.
اقرأ أيضا
ويبقى السؤال أخيرا إذا كان إعلامنا وصحافتنا لم ينجح محليا.. ولا عالميا وهو ما يعني فشل مجالس وهيئات الصحافة والإعلام في إصلاح إعلامنا وصحافتنا.. وهنا السؤال أيضا هل يقوم البرلمان بدوره ويحاسب من أخفقوا في عملية الإصلاح والتي كلفت مصر كثيرا؟