الصحفي سلامة موسى يحارب قرار إلغاء البغاء في مصر

فى 1951 صدر الأمر الملكى بالقانون 68 لسنة 1951 بإلغاء الدعارة ومكافحتها فى مصر وفرض عقوبات على ممارسيها وأصحاب بيوتها .

وبدأت مهنة ممارسة البغاء فى مصر مع قدوم الحملة الفرنسية فى أواخرالقرن السابع عشر ، وتم تقتينها وعمل رخص للممارسات والبيوت، وفرض ضريبة على امتهانها عام 1837 ثم صدرت لائحة البغاء مثل لائحة السجون عام 1905 فى عهد الخديو عباس حلم،ى وبذلك تم تقنين البغاء وخضوعه لإشراف الدولة .  

.واشتهرت بعض الشوارع فى مصر بوجود بيوت البغاء مثل بولاق وشارع كلوت بك ومنطقة باب الشعرية، مما أثار غيرة النائب البرلمانى سيد جلال أحد سكان باب الشعرية فتقدم باقتراح فى مجلس النواب بإلغاء بيوت البغاء من مصر إلا أنه لم يوافق عليه أحد.

كما نشرت مجلة الهلال عام 1949 ، دبر النائب مقلبا باستدعاء وزير الشئون جلال فهيم إلى شارع كلوت بك لافتتاح أحد المشروعات الخيرية، إلا إنه ما إن وضع قدمه فى الشارع حتى سارعت العاهرات لإليه ظنا منهن أنه أحد  الزبائن فسقط طربوش الوزير وتمزقت ملابسه فاستصدر أمرا عسكريا رقم 76 بإغلاق بيوت البغاء من مصر فى 20 فبراير 1949 .

وكان نتيجة الأمر خروج 700 عاهرة إلى الشارع تبحث عن لقمة العيش، فتبنى مجلس الوزراء قرارا بأن يعهد إلى جمعية مصر لحماية المرأة والطفل التابعة للاتحاد النسائى مهمة الإشراف على ضحايا الأمر العسكرى. إلا أن ماحدث أن دار التائبات التى أقامتها الجمعية بجوار ليمان طرة لهؤلاء لم تستقبل واحدة من البغايا ولم تحاول الحكومة البحث عنهن . 

اقرأ أيضا: 

قاض أمريكي يرفض إلغاء القيود على أنشطة هواوي .

وفى عام 1933 وقعت مصر معاهدات دولية فى باريس وجنيف خاصة بمكافحة الاتجار بالرقيق الأبيض ومحاربة الفجور والدعارة ،فأوقفت مصر عملية منح رخص جديدة للعاهرا ، وبدأت الحكومة المصرية تفكر فى إلغاء الدعارة حتى جاء الإلغاء عام 1949 .

وهاجمت الصحف قرار إلغاء البغاء، وتزعم الكاتب الصحفى سلامة موسى  (رحل عام 1958) الهجوم بمقالات ساخنة بجريدة مصر التى يرأس تحريرها بحجة العودة لممارسة البغاء فى السر بدون رقابة أو تفتيش وما يترتب عليه من انتشار الأمراض السرية .

ورد النائب سيد جلال عليه أنه على كل مؤيد للبغاء التقدم بخمس سيدات من أسرته لممارسة البغاء فكف الهجوم على القرار، وبعده بعامين 1951 صدر قرار بمكافحة البغاء وفرض عقوبات الحبس .