اللي ما يتسمى!
في كتاب جديد لعبد القادر شهيب "أنا والسرطان .. معركة جديدة" يقول فيه ضمن ما قال عن الكثير عن هذا المرض الفتاك منذ الطفولة: أنا أعي أن هذا المرض يعتبر لدينا نحن المصريين وحشًا مميتًا، وظللنا لسنوات نخشى أن نسميه باسم "السرطان"، ونعرفه بأوصاف مثل "المرض الخبيث" أو "المرض الوحش" أو حتى "اللي ما يتسمى".
وكانت معرفتنا بإصابة إنسان نعرفه بهذا المرض كفيلة بأن نرثي له ونشفق عليه؛ ذلك أنه وقر في داخلنا أنه مرض مميت في نهاية المطاف بل إننا نعتبره الآن أخطر أمراض العصر مثلما كان العالم قديما يعتبر "الجذام" هو الأخطر، وفي العصور الوسطى" الطاعون"، وفي عصر النهضة الصناعية "السل".
ويدق شهيب ناقوس الخطر حين يؤكد أننا يوميًّا نرصد إصابة العديد من البشر، خاصة في مصر، بهذا المرض الخبيث، فطبقاً لتقديرات المعهد القومي للسرطان هناك نحو 113 إصابة بالسرطان لكل 100 ألف من السكان سنويًّا، وهناك حالة جديدة تصاب بالسرطان كل 5 دقائق سوف تصل إلى 3 حالات في 2050.. فالسرطان - طبقًا لمنظمة الصحة العالمية - ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم بعد أمراض القلب.
اقرأ أيضا
ويمضي المؤلف فيقول: فكرت في الموت عندما علمت أنني أصبت بسرطان المثانة، رغم أنه تسبقه أنواع أخرى من السرطان تبلغ نحو المائة، يتصدرها جميعاً سرطان الرئة ثم سرطان الكبد ثم سرطان الثدي وبعده سرطان البروستاتا وسرطان القولون، لكن تفكيري في الموت كان إيجابيًّا؛ أي أنني فكرت فيما تبقى لي من وقت في الحياة، فلدي يقين أن عمر كل منا محدد سلفًا، ولا يقدر أحد مهما يفعل أن يزيده ساعة أو ينقصه ساعة".
لم ييأس “شهيب” أو يستسلم لمرضه بل فكر كما يقول في أن يستفيد ويستمتع بما تبقى من عمره، خاصة أن لديه ما يقوم به وهو الكتابة، كتابة مزيد من المقالات، ومزيد من الكتب..
ويقول: فأنا أتمنى أن أكمل ما كتبته حول ما يحدث في مصر منذ عام 2010، تتناول تجربة الرئيس السيسي التي بدأت عام 2014 لتضاف إلى مجموعة كتبي الثمانية الأخرى والتي بدأت بكتاب "الساعات الأخيرة في حكم مبارك"، وتلاها كتاب "الإخوان في الحكم" الذي كشف بالوثائق حجم المال السياسي الذي تدفق على مصر من أمريكا وأوروبا والخليج بعد يناير 2011..
اقرأ أيضا
حتى تتراجع حوادث الطرق الدامية!
ثم كتاب "الساعات الأخيرة في حكم مرسي"، و"أسرى المال السياسي" وكيف خطط الإخوان لإجهاض انتفاضة يونيو 2013 للاحتفاظ بالحكم، ثم كتاب "500 يوم من حكم الجنرالات"، وتناول أسرار المرحلة الانتقالية الأولى، ثم كتاب "اغتيال مصر" الذي صدر منه جزآن، وكشف بالوثائق مؤامرات الإخوان لتقويض كيان الدولة الوطنية المصرية..
وكتاب "335 يومًا من حكم المستشار"، وتضمن أسرار المرحلة الانتقالية الثانية بعد الإطاحة بحكم الإخوان، ثم كتاب "نصف قرن قتال في بلاط صاحبة الجلالة" تناول فيه رحلته الصحفية، وكتاب "رأس الأفعى"، وتضمن مقالاته خلال العام الأسود الذي حكمنا فيه الإخوان.