هبة حندوسة.. سيدة من مصر
هي مواطنة مصرية من طراز العالمات والعلامات النادر وجودها في حياة الأمم، خبيرة اقتصادية اختارت طريقها منذ البدايات إلى جانب المهمشين، نالت التقدير العالمى وعملت في مؤسسات دولية ذات سمعة علمية وإنسانية طيبة..
قالت كلمتها منذ البداية في طريق التنمية المستدامة، وقررت أن تكون جزءا لا يتجزأ من واقع الحياة المصرية في الصعيد "الجوانى" ولم يوقفها نظام سياسي فهى دءوبة الحركة والعمل، دستورها الناس، كل الناس في محيطها الإنسانى دون حدود.
قدمت الأستاذة الدكتورة هبة حندوسة مصريتها من خلال أعمال علمية جليلة قدمتها للبشرية ضمن مؤسسات دولية، فكانت رمزا مصريا خالصا وقادرا على العطاء، لم تحبس ذاتها المصرية "الفوارة" داخل معامل العلم، وقررت منذ الوعى أن تكون جزءا من الواقع الذي يعيشه البسطاء، وشغلت نفسها بقضايا الشباب والمرأة والفقر، واجهت بطرق علمية كل ما صادفها وبحثته بين الأوراق ليصبح الواقع أكثر إشراقا.
اقرأ أيضا: عقيل.. مهندس تطوير مصر الجديدة
هبة حندوسة هي نموذج للمرأة العربية القوية، الصامدة، الصلبة، القادرة على العطاء وتقديم نموذج يحتذى، قررت بعد ثورة يناير أن تغوص في قاع المجتمع، واختارت طريقها بعناية، ذهبت هبة إلى الصعيد الجواني في قنا والأقصر، وبدأت من هناك ملحمة مصرية بتعاون دولى لتغيير واقع المرأة، فكان لها ما أرادت أن تخطط له، لم تمنح النساء المعيلات شققا أو تبنى لهن أسقفا يحتمين بها من برد الشتاء وحر الصيف.. بل ابتنت لهن مستقبلا وكرامة وعزة نفس وغدا يطل بنور العمل والفن والاستقلال.
اقرأ أيضا: منى محرز.. وحرق الكفاءات
قررت هبة حندوسة إنشاء مؤسسة النداء -المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة نداء- لتخوض حربا ضد الفقر والعوز بطريقة تنموية، تحت شعار قرية واحدة لمنتج واحد، استقدمت أمهر الحرفيين في الصناعات التقليدية، وأقامت الورش والمعامل والمصانع الصغرى، وبدأت في نقل تلك الخبرات من قرية إلى أخرى، قادت ثورة وقودها التنمية الحقيقية وعناصرها المرأة المصرية القادرة على تغيير الواقع.
اقرأ أيضا: أردوغان.. بين المغامرة والمؤامرة
لم تترك ثوارها أسرى لآليات السوق المحلى، فأقامت المعارض الدولية لعرض منتجات عناصر مبادرتها، ونجحت في تقديم المرأة الجديدة إلى المجتمع المحلى والعالمي، فأصبحت مبادرتها نموذجا تتدارسه مؤسسات دولية وتدعمه أخرى.
في سنوات الصبر والعمل والجد والاجتهاد نجحت هبة حندوسة بمؤسستها في تنفيذ ٤٥ تدخلا مبتكرا في قطاعات الزراعة والخدمات الأساسية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وفي خلق ٤٠٠٠ فرصة عمل داخل ٧٢ قرية في صعيد مصر، معتمدة على نهج متكامل تماما.
اقرأ أيضا: قاتل بالإيجار
ورغم تحول هبة حندوسة إلى ظاهرة فإن الطريق أمامها لا يزال طويلا خصوصا وأن من تعامل معها أدرك أنه أمام طاقة شبابية نادرة الوجود وطاقة لا نهاية لها للعطاء والحكمة والإبداع والإدارة الناجحة.. تحية خاصة إلى سيدة بألف رجل، تحية إلى الدكتورة هبة حندوسة ملكة التنمية والبناء والكرامة.