الجسر وسنينه!
في أبريل 2016 ارتفعت الآمال لعنان السماء بإنشاء أول جسر بري يربط قارتي آسيا وأفريقيا بتكلفة ما بين 4 إلى 5 مليارات دولار.. ويصل طوله ما بين 7 إلى 10 كيلو متر ويستغرق بناؤه الذي ستموله الحكومة السعودية حوالي 5-7 أعوام، ويتوقع أن تصل حجم التجارة السنوي من الجسر 200 مليار دولار سنويا.
ويسمح بمرور السيارات، مع سكة قطار لنقل البضائع والركاب. ويربط بين شمال غرب السعودية في منطقة تبوك الواقعة على البحر الأحمر بمحافظة جنوب سيناء في شمال شرق مصر، ويمر بمدينة شرم الشيخ المصرية. وأيامها ازدحمت الصحف بتفاصيل عشرات المشروعات الاستثمارية المشتركة كأحد أهم نتائج زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر..
وتشكلت مجموعات عمل من المستثمرين العرب لبدء أكبر عملية استثمار كبدابة ونموذج لتفعيل حلم السوق العربية المشترك، وخاصة بعد الاتفاقية التى وقعتها السعودية ومصر بإنشاء منطقة تجارة حرة فى شمال سيناء، بما يساهم أيضا في تعزيز الأمن بالمنطقة، وذلك كأول ثمار الجسر البرى، باعتبار أن هذه الاتفاقية هى المشروع الأول المرتبط بالجسر، وسيعقبه عشرات المشاريع بما يحقق النفع للبلدين وكان مخططا،تنمية شبه جزيرة سيناء، عبر 10 اتفاقيات تم التوقيع عليها..
اقرأ أيضا: الدولة العميقة في مصر
وكان وزير النقل المصري السابق هشام عرفات قد أكد أيامها أن الجسر هو أكبر مشروع على كوكب الأرض، ما يستوجب العديد من الدراسات قبل البدء في إنشائه، لافتاً إلى دراسة المشروع استغرقت 4 سنوات، ومازال بحاجة لدراسات بيئة وجيولوجية ودراسات زلازل، إذ شرعت كلية الهندسة بجامعة القاهرة بالعمل على دراسات عديدة وسلمتها للوزارة.
وكان ولي العهد السعودي قد أكد أن وضع حجر الأساس لجسر "الملك سلمان" بين السعودية ومصر، سيتم قبل 2020، لافتا أن فرقا متخصصة تقوم بالعمل حاليا على التجهيز للجسر.
اقرأ أيضا: الوصايا العشر لمواجهة سد النهضة
وفجأة توقف الكلام وضاعت الأحلام وتبخرت الاستثمارات لدرجة خروج الجانبين المصري والسعودي لنفي أي أخبار عن الجسر، أو حتي البدء في العمل به، ومن المعروف أن إسرائيل بادرت بالاعتراض علي مشروع الجسر بزعم أنه يهدد أمنها.
وحينما أعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز في 8 أبريل 2016، المشروع من القاهرة كان حريصًا أن يشير إلى نقطة مهمة ضمن كلمته في حفل توقيع الاتفاقيات حينما قال: “اتحدنا ضد محاولات التدخُّل في شؤوننا الداخلية”.
اقرأ أيضا: أضغاث أحلام
ويدرك الخبراء الإستراتيجيون أن مصر والسعودية تقعان في قلب العالم تمامًا، وتجمعهما مسارات الالتقاء بين أكبر قارتين في الأرض (آسيا وإفريقيا)، لهذا يفهمون أهمية إنشاء جسر يربط البلدين والقارتين، ومن ثمَّ يقود إلى ثالث القارات القديمة (أوروبا)، خاصة أن صادرات السعودية ودول الخليج تمر من الخليج العربى، ومضيق هرمز، إلى بحر العرب، ثم البحر الأحمر وقناة السويس، وهذا يستغرق مدة كبيرة وتكلفة أكثر، والحل المثالي في إقامة الجسر لاختصار الوقت، وتقليل التكلفة، والضمانات الأمنية ستكون عالية للغاية.