القراءة وقود للحياة
اهتز العالم فجأة، بين عشية وضحاها جراء انتشار فيروس كورونا الجديد، وبدا العملاق الصيني الذي طالما غزت منتجاته مختلف الدول في حيرة من أمره بعد أن تحولت مدينة ووهان إلى مركز للوباء.. بين مئات الضحايا وآلاف المصابين.. وإجراءات احترازية بمختلف الدول.. ثم قرارات بتعليق الرحلات من وإلى الصين.
ولست هنا بصدد تقييم الإجراءات الاحترازية أو الحجر الصحي؛ فذلك شأن حتمي وواجب على الحكومات.. لكن التساؤل الآن عن مدى استعداد الشعوب أفرادا ومؤسسات مجتمع مدني بشأن حصولها على معلومات وافية، تضمن رصيدا قويا من الثقافة الطبية المتعلقة بأساليب الوقاية والنظافة الشخصية.. إننا نتحدث كثيرا في الشأن العام.. ومنا من يزعم أن لديه معلومات قوية وموثقة ومؤكدة حول الأنظمة السياسية والغريب أن لكل منا أساليبه وحيله في دعم وجهة نظره معلوماتيا بالطريقة التي يريدها..
اقرأ أيضا: أولادنا وشبح الفراغ
ولكن الأهم الآن.. هو موقفنا من التثقيف الطبي الشامل الذي بات بحاجة إلى إعادة تقييم، فالجهل بتلك الثقافة يخلف آثارا كارثية، والذي نود مناقشته: «ماذا سيستفيد مواطن من أن تاريخ فنان أو قصة نضال لاعب؟؟»، حتى يتم الترويج لمعلومات أقرب لفخاخ التسطيح الفكري منها، إلى التثقيف أو الترفيه.. نريد وعيا جمعيا مخطط له مسبقا؛ لنشر المعلومات الطبية على أوسع نطاق.. وإلا سنكون – لا قدر الله – في انتظار المجهول لو تعرضنا لكوارث مماثلة لتلك التي ارتعد لها العملاق الصيني «بجلالة قدره»..
اقرأ أيضا: من ينهى أزمة فواتير الكهرباء؟
من الآن فصاعدا علينا أن نشجع كل أسرة على تخصيص ميزانية لشراء الكتب، كما تخصص ميزانيات للترفيه و«الخروجات» و«الفسح»، والمصايف.. إن العقل أمانة والصحة أمانة.. والعقل يدير أجسامنا فهل حرصنا على تغذيته؟ الإجابة فقط لدى القارئ الكريم..