دراسة بـ"القومي للبحوث" تكشف تأثير الكلى على ارتفاع ضغط الدم
الكلى هي العضو الهام من أعضاء الجسم المسؤولة عن تنقية وتصفية الدم من السموم والعوادم الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي التي تحدث داخل الخلية الحية حيث يتم تكسير المواد الممتصة من الطعام مثل البروتينات والدهون لإنتاج الطاقة التي يستفيد منها جسم الكائن الحي، وبالإضافة إلى ذلك تقوم الكلى بتنظيم كمية الماء والأملاح في الجسم وكذلك تنظيم نسبة الأحماض إلى القواعد الكيميائية في الجسم.
الكلى وضغط الدم
وأكد الدكتور أمجد كمال باحث بقسم الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث أن الكلى تلعب دورا هاما في تنظيم ضغط الدم عن طريق العديد من الآليات الفسيولوجية داخل جسم الإنسان فهي تقوم من جهة بإفراز إنزيم الرينين وهو أنزيم يقوم بتحليل (تكسير) البروتينات، ومن بينها بروتين خاص يعرف بإسم الأنجيوتنسينوجين (أو مولد الأنجيوتنسين)، هذا البروتين موجود بالدم و يفرز بصورة رئسية من الكبد.
وأضاف أنه يقوم إنزيم الرينين بتحويل هذا البروتين (الأنجيوتنسينوجين) المكون من عدد كبير من الأحماض الأمينية إلى بروتين مكون من عشرة أحماض أمينية يعرف باسم الأنجيوتنسين I (الأنجيوتنسين رقم واحد)، الذي يتحول إلى النوع الأكثر فاعلية الذي يعرف بإسم أنجيوتنسين II (الأنجيوتنسين رقم 2) و هو عبارة عن بروتين مكون من ثمانية أحماض أمينية بواسطة الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ويعتبر الأنجيوتنسين II من أقوى القابضات الوعائية، حيث يقوم بتأثير مباشر على الأوعية الدموية فيسبب انقباضها.
أحماض الكلى والجهاز العصبي
ولفت الباحث بقسم الكيمياء الحيوية أن هذه الأحماض تزيد كذلك من نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي، ويؤثر على قشرة الغدة الكظرية مما يحفزها على إفراز هرمون يدعى الألدستيرون الذي يجعل الأنابيب الكلوية تحتفظ بالصوديوم والماء؛ وهذا الفعل يزيد من حجم السوائل في الجسم في حالة هبوط ضغط الدم وبالتالي يرفع من ضغط الدم.
وتابع: كما يؤثر الأنجيوتنسين رقم 2 تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي المركزي، فيزيد من الشعور بالعطش، وكذلك يؤثرعلى الغدة النخاميّة الخلفية لتفرز هرمون الفازوبريسين ADH وهو يعمل على الحفاظ على الماء عبر الثأثير المباشرعلى إعادة امتصاصه في الكلي، ويعمل الألدوستيرون على الاحتفاظ بما يقارب 2% من الصوديوم المخرج عبر الكلية وهذه الكمية تعادل كل الصوديوم الموجود في الدم.
زيادة كمية السوائل
وأشار الدكتور أمجد كمال إلى أنه بالمحصلة فإن تأثير الأنجيوتنسين رقم 2 يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وذلك عن طريق زيادة مقاومة الشرايين الطرفية لتدفق الجسم، وزيادة كمية السوائل في الجسم، ورغم ذلك فإن الأنجيوتنسين II لا يبقى لفترة طويلة في بلازما الدم، حيث يبقى نشيطاً لمدة دقيقة أو اثنتين، وذلك لأنه يتم تكسيره بسرعة من قبل العديد من الأنزيمات الموجودة في الدم والأنسجة، والتي تسمى مجتمعة أنجيوتنسيناز (angiotensinase).
وتابع: ومن ذلك يتضح أهمية نظام الرينين-أنجيوتنسين كأحد الأنظمة الرئيسية المختصة بالاحتفاظ بضغط الدم عند حدوده الطبيعية في حالات فقدان الجسم للسوائل والملح، وقد أصبح نظام الرينين-أنجيوتنسين الهام محط اهتمام و دراسة العلماء عند مرضى ارتفاع ضغط الدم تم اكتشاف وجود اختلال في عدد المورثات (الجينات) التي تتحكم في إنتاج مكوناته المختلفة، ومن ثم اتجهت الأبحاث لإستحداث العديد من الأدوية الفعالة في علاج ضغط الدم المرتفع التي تعتمد في تأثيرها على تثبيط فاعلية هذا النظام، وكذلك الإقلال من إنتاج بروتين الأنجيوتنسين رقم 2 أو منع وصوله إلى مستقبلاته في جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.