"ليست للزينة فقط" دراسة تثبت تأثير النباتات المنزلية في علاج قرحة المعدة.. ونبتة السيجار أعلى النباتات فعالية في العلاج

يعتقد البعض أن النباتات المنزلية هي للزينة فقط، لكن الحقيقة أنها تلعب دوراً فعالاً في تنقية الهواء المليء بالملوثات التي قد تتسبب في أمراض الحساسية وغيرها، كما أنها تساعد على تحسين الحالة النفسية والشعور بالاسترخاء.

تنقية الهواء

ولأهمية النبات الداخلي ودوره الفعال فقد قامت منظمة ناسا الأمريكية في أواخر الثمانينيات بعمل العديد من الدراسات على النباتات واستخدامها كوسيلة لتوفير الهواء النقي الخالي من السموم لمحطات الفضاء، و أكد الخبراء أن النبات المنزلي يمكنه أيضاً أن يساعد على تقليل ضغط الدم وتحسين الذاكرة وتقليل التوتر. 

الطب التقليدي وعلى الرغم من سيطرة العقاقير في علاج  معظم الأمراض التي تصيب الإنسان بما في ذلك قرحة المعدة،  فإن قطاع كبير في مختلف أنحاء العالم قد توجه إلى الطب التقليدي، بسبب الآثار الجانبية لتلك العقاقير والتفاعلات الدوائية والمقاومة الميكروبية والتكلفة المادية لها، لذا كان هناك حاجة ملحة إلى دراسة المنتجات الطبيعية المختلفة لاكتشاف مركبات حيوية بديلة ذات فعالية أفضل وملامح آمنة لاستبدال الأدوية الكيميائية، ومن أهمها المنتجات العشبية. 

نصائح مهمه لزراعة النباتات المنزلية | فيديو

أسباب قرحة المعدة

وتعتبر القرحة المعدية قرحة تتكون في منطقة القناة المعِدّية المعويّة وهي ذات مسببات متعددة. أهم تلك الأسباب هو استخدام بعض الأدوية مثل الأسبرين والمسكنات ومضادات الالتهاب والالتهاب المزمن الناتج عن البكتيريا المعروفة بجرثومة المعدة، ويعتبر أيضا التدخين، و شرب المنتجات  الكحولية أو الكافيين مع التوتر النفسي من الأسباب وراء قرحة المعدة.

الدراسة

لذا قد قام فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث بدراسة التأثير العلاجي لنبتة السيجار على قرحة المعدة  في جرذان التجارب، وهو من النباتات العشبية المزهرة لزهرة تشبه السيجار المضاء ومن هنا جاءت تسميته.

ويشير الدكتور عمرية ممدوح موسى، باحث بقسم الكيمياء الحيوية بالقومي للبحوث، إلى أن هذا النبات يعد من النباتات التابعة لأحدى الفصائل التي يتم تداول أنواع عديدة منها في الطب الشعبي في جنوب ووسط أمريكا لعلاج أمراض المعدة، وكانت لا توجد أي دراسة حتى وقتنا الحالي تثبت أن نبتة السيجار على وجه الخصوص لها تأثير علاجي لقرحة المعدة.  

وقد بدأت الدراسة بإعطاء مستخلص نبتة السيجار بجرعتين مختلفتين (500 و250 مجم/كجم) وكذلك عقار الرانيتيدين (50 مجم /كجم) عن طريق الفم بشكل يومي لمدة 7 أيام متتالية قبل إحداث قرحة المعدة لمجاميع الجرذان المستخدمة في البحث، ثم إحداث قرحة المعدة باعطاء الجرذان مقدار من الكحول الإيثيلي النقي (5مل/كجم) في اليوم الثامن للتجربة. وبعد ساعة واحدة، تم تخدير الجرذان لتجميع عينات الدم واستخراج المعدة للقيام بالدراسات الحيوية والفحوص الميكروسكوبية.

نجاح التجربة

وقد لوحظ أن الجرعتين المستخدمتين من مستخلص نبتة السيجار قد تسببا في تحسن واضح لقرحة المعدة وذلك من خلال انخفاض مؤشر القرحة وحجم العصارة المعدية بينما ارتفع الأس الهيدروجيني لتلك العصارة مع تحسن نشاط إنزيم الببسين في المعدة، كما أن معالجة الجرذان بهذا المستخلص قد أدت إلى انخفاض واضح في مؤشرات الالتهاب في الجسم مثل المعامل TNF-α  وإنزيم الميلوبيروكسيديز.

وعلاوة على ذلك فإن نبتة السيجار قد أدت إلى زيادة ملحوظة في الدلالات المضادة للأكسدة داخل المعدة مثل إنزيم الكاتالاز والسوبر أكسيد ديسميوتاز والجلوتاثيون بيروكسيداز بالإضافة الى ارتفاع مستوى الجلوتاثيون وأكسيد النيتريك، مصحوبا بانخفاض واضح في مستوى المالوندايالدهايد.

كما أكد الفحص الباثولوجي لأنسجة المعدة هذه النتائج، ويمكن أن يعزى هذا التأثير لنبتة السيجار لأنها غنية بالمركبات الفينولية التي تعتبر من مضادات الأكسدة القوية، علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن نبتة السيجار لها تأثير أقوى على قرحة المعدة مقارنةً بالرانيتيدين مما يشير إلى أن هذا النبات يمكن أن يكون ذا قيمة في علاج قرحة المعدة.