أنا والسرطان!
هذا هو عنوان كتابى الجديد الذي انتهيت من إنجازه قبل نهاية العام، لكن دار «أخبار اليوم» أنجزته في وقت قياسى، ليكون جاهزا للعرض في معرض الكتاب.
وكتابى هذا ليس بمثابة مذكرات مريض بالسرطان، فقد سبقني إلى ذلك آخرون أصابهم هذا المرض الخبيث.. وإنما هو يمزج ما بين الخاص والعام.. أي يتناول العديد من شواغلنا العامة سواء الراهنة أو التاريخية التي مازلنا نهتم بها، مع تناوله تجربتى مع هذا المرض اللعين الذي أصبت به بدون إنذار واكتشفته مصادفة.
اقرأ أيضا: إعلام محترف
وأحمد الله أننى بقيت خلال هذه التجربة محتفظا بهدوئى وتماسكى، وبالتالى ممارسة حياتى بشكل طبيعى.. وبقيت أيضا محتفظا بعقلى يقظا منتبها، قادرًا على التفكير، وهو ما أنقذنى من الإصابة بالصدمة التي قد تقودنا إلى الوقوع في قبضة اليأس من الشفاء، بعد تراجع مناعة الجسد كما حدث لبعض المرضى.
فأنا منذ أن وعيت بما يدور حولى لا ينفصل الخاص عن العام، وتجسد ذلك في معظم إن لم يكن كل خياراتى الحياتية، سواء الدراسة أو الزواج أو العمل.. ويبدو أننى لن أبرأ من ذلك طوال ما تبقى لى من حياة!.. ولذلك استأنفت الكتابة صحفيا، وأنا في المستشفى بعد إجراء جراحة كبيرة ودقيقة وبقيت فيها قرابة الشهر، لأننى قررت ألا أعيش أسيرا للتقرب والتوجس من خطر ارتجاع المرض، وهو الخطر الذي يلاحق كل مرضى السرطان الذين تحقق لهم الشفاء منه، وألا أعيش في ركن قصى من الحياة خوفا من حدوث ذلك، وبالتالى التعرض لمعاناة العلاج، وإنما فكرت أن أحيا حياتى بشكل طبيعى، وأن استمتع واستفيد بها..
اقرأ أيضا: التعليم ومؤشراته!
ولذلك شرعت في إعداد كتابى هذا وأنا في مرحلة العلاج من هذا المرض الخبيث الذي أرجو أن يمنح كل الرفاق أعضاء نادي مرضى السرطان أملا يتطلعون إليه للشفاء منه.. فهو حقا مرض خطير لكن الشفاء منه ليس مستحيلا، وكل يوم يمضى ينجو من شره كثيرون.