إعلام محترف
طالب الرئيس السيسى وزير الدولة للإعلام بوضع استراتيجية لإعلامنا تجعل منه اعلاما محترفا.. وهذا ذات مطلب الأغلب الأعم من الصحفيين والإعلاميين فى مصر، بل ومعظم المصريين ايضا.
والإعلام المحترف الذى نتطلع اليه له مجموعة من القواعد والأسس التى يتعين أن تتوفر فيه وله.. وأول هذه الأسس والقواعد أن يكون اعلاما مهنيا، قادرًا على أن يقدم للقارئ والمستمع والمشاهد فى البلاد ما يريده من معلومات تتعلق بالأمور والقضايا التى تشغله وتهمه وتؤرقه وتحوز اهتمامه، ويقدم له تحليلات عميقة للقضايا المختلقة، والآراء والرؤى المختلفة والمتنوعة حول شتى أمور حياتنا..
اقرأ أيضا: وزير الإعلام وحكايته!
وغنى عن القول إن ذلك لكى يتحقق يحتاج أن يكون من يقود إعلامنا وصحافتنا من يتمتعون بالمهنية والموهبة، القادرين على العمل دون انتظار التوجيهات، والذين لا يحتاجون لتلقين لكى يؤدوا واجبهم تجاه القارئ والمشاهد.
أما ثانى أسس الإعلام المحترف فهى حرية الرأى والتعبير.. فالإعلام الذى يخلو أو يفتقد هذه الحرية ليس بالإعلام المحترف، بل هو إعلام لا تأثير له، او إعلام معطل، إلا إنه فقد مصداقيته لدى الرأى العام، وبالتالى يصير غير قادر على التأثير فيه، ويفقد فاعليته فى مواجهة الأكاذيب والشائعات التى تعد أحد الأسلحة التى تستخدم ضدنا من قبل من يستهدفون ضرب التماسك الوطنى، فى إطار مخططاتهم لتقويض كيان دولتنا الوطنية، أو لإعادة الإخوان لحكم البلاد مجددا..
واقرأ أيضا: في مسألة وزير الإعلام !
وغنى عن القول أننا نتحدث هنا عن حرية مسئولة تضمن التزام الاعلام بالقانون وقيم المجتمع ودستور البلاد، وأيضاً تحمى المواطنين من السب والقذف، وتحمى البلاد من التورط فى الإضرار بها ، وذلك طبقا للقانون.
وثالث أسس الاعلام المحترف هو توفر الإمكانيات وامتلاك القدرات الفنية والتكنولوجية التى تمكنه من ملاحقة الأحداث وتقديم المعلومات الصحيحة والسليمة للرأى العام.. فان اعلاما يعانى أزمات مالية او مشاكل حادة فى السيولة المالية لن يقدر على القيام بدوره او عمله.. ولذلك حتى يصير اعلامنا محترفا بحق يتعين اولا أن نجد حلولا عاجلة وفاعلة لأزمته المالية والإدارية وبالطبع قبلها أزمته المهنية.. والعلم لا يكفى فقط للتعايش مع هذه الأزمات، لأن السنوات التى خلت أثبت أن ذلك يفاقم من هذه الأزمات ويزيد حدتها ويجعل علاجها أصعب وأكثر تكلفة.
بقى القول إن انتظار الصحفيين والاعلاميين طال كثيرا للإعلام المحترف الذى طالب به الرئيس السيسى، ولعلها فرصتنا الأخيرة لإنقاذ إعلامنا من أزمته الثلاثية الأبعاد (المهنية والمالية والإدارية) التى تمسك بخناقه ونرجو ألا تفلت من بين أيدينا.