رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريو خلافة "مرسي".. الجماعة توافق على انتخابات مبكرة حال نجاح "30 يونيو".. لجنة حكماء من 3 قيادات للفصل في الخلاف بين "الشاطر" و"أبو إسماعيل".."نائب المرشد" رئيسا وأبو إسماعيل "دوبلير"

خيرت الشاطر- نائب
خيرت الشاطر- نائب المرشد العام للجماعة

بدأت جماعة الإخوان المسلمين في الاستعداد بكل ما تملكه من قوة لمواجهة سيناريوهات 30 يونيو المقبل، وهو اليوم الذي حددته بعض القوى الثورية للتظاهر والقيام بثورة عارمة لإقصاء الدكتور محمد مرسي من رئاسة مصر وإبعاد الإخوان من سدة الحكم.


وبالتوازي مع حشد الجماعة لأعضائها وأنصارها ليدافعوا عن حكم الإخوان والرئيس مرسي، بدأت الجماعة في الاستعداد بصورة سرية لمواجهة سيناريوهات ما بعد 30 يونيو إذا ما نجحت الحركات الثورية الداعية لهذا اليوم في الحشد بكثرة.

السيناريو الأقوى الذي وضعته الجماعة في هذا الشأن كان خاصًا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة حال نجاح الحشد في 30 يونيو، وإصرار التيارات السياسية على خلع "مرسي".

فقد اتفق قادة الجماعة على طرح إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال تصاعد الاحتجاجات ضد حكم الرئيس مرسي والإخوان، ليس ذلك فحسب، بل إن قادة الجماعة اتفقوا على مصير الـ8 سنوات المقبلة، وتم تقسيم هذه السنوات الثماني إلى فترتين رئاسيتين.

وشهدت الأيام القليلة الماضية صراعًا محتدمًا داخل الجماعة على بديل "مرسي" في الرئاسة، وأن الكفة كانت ترجح في البداية الدفع بالشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل في انتخابات رئاسية مبكرة امتصاصًا لغضب الشارع من فشل الرئيس مرسي وتخبطه وعدم مقدرته على إدارة الأمور بالشكل اللازم.

إلا أن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان والرجل الأقوى داخل التنظيم، أبى أن ينسحب أمام الشيخ حازم، وقام بتقديم نفسه كبديل لمرسي حال سقوطه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وبدأ القلق ينتاب قادة الجماعة في ظل اندلاع صراع بين الشاطر وأبوإسماعيل على خلافة مرسي، وهو الصراع الذي امتد أسبوعًا شهد أكثر من اجتماع بين الاثنين لفض الاشتباك فيما بينهما والاتفاق على خليفة مرسي.

لكن الأمور لم تحل بعد هذه الاجتماعات الثنائية رغم تدخل العديد من الرموز، فكان لابد من حل الاشتباك بصورة سريعة حتى يبدأ التجهيز للدفع بأحدهما حال تحول الأمور للأسوأ وإصرار القوى السياسية على إقصاء الرئيس مرسي.

وتم تشكيل لجنة لفض الاشتباك بين الشاطر وأبوإسماعيل واختيار أحدهما لخلافة مرسي في الرئاسة، وأطلق على هذه اللجنة "لجنة الحكماء".

وتشكلت اللجنة من 3 أشخاص هم "الشيخ راشد الغنوشي"، زعيم حركة النهضة التونسية والقيادي البارز في التنظيم الدولي للجماعة، و"الدكتور محمد بديع"، المرشد العام للإخوان، إضافة إلى "الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد"، أستاذ علوم القرآن في جامعة الملك عبدالعزيز آل سعود، وهو من علماء الأزهر الشريف وعضو سابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بمصر وصاحب أول دكتوراه من داخل السجون المصرية وعضو من أعضاء جبهة علماء الأزهر، وعضو بالمجمع الفقهي بمكة المكرمة والهيئة الإسلامية العالمية.

واجتمعت هذه اللجنة الأسبوع الماضي إبان وجود راشد الغنوشي بالقاهرة وتدارست الأمر بكل جوانبه وتم اعتماد خطة بديلة حال سقوط الرئيس مرسي وفقدان الإخوان كرسي الرئاسة، وكانت هذه الخطة البديلة متمثلة في ألا يمانع الإخوان في مصر إجراء انتخابات مبكرة إذا تصاعدت الأمور بعد يوم 30 يونيو.

وناقشت اللجنة الصراع المحتدم بين خيرت الشاطر وحازم صلاح أبوإسماعيل على خلافة مرسي حال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وخرجت بحل توافقي تمثل في أن يتم الدفع بالشاطر هذه المرة لرئاسة مصر، في حين يكون أبوإسماعيل رئيسًا لمصر بعد فترة الشاطر الرئاسية.

ورأت لجنة الحكماء ضرورة أن يقوم الشاطر بتولية أبوإسماعيل في موقع مهم وحيوي في النظام تمهيدًا للدفع به في الانتخابات التالية، وتم عرض هذا الحل على الشاطر وأبوإسماعيل، وارتضاه الطرفان.

وبالتوازي مع تحركات الإخوان لتجهيز سيناريو بديل لسقوط مرسي، بدأت بعض الشخصيات المحسوبة على المعارضة والتي فضلت الابتعاد عن الساحة السياسية خلال الفترة الماضية في تشكيل حركة جديدة لمواجهة الإخوان.

والحركة الجديدة اسمها "الحركة المصرية الشعبية لمقاومة الاحتلال الإخواني"، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذه الحركة رسميًا الأسبوع المقبل.

وعلمت "فيتـو" أن هذه الحركة تشكلت مؤخرًا لمواجهة التوغل الإخواني في جميع أجهزة الدولة، وقوامها مشكل من جميع المحافظات، ولها لجنة مركزية في القاهرة، إضافة إلى امتلاكها فرعًا في الخارج سيتم الإعلان عنه قريبًا للجاليات المصرية لمن يرغب منهم في الانضمام لهذه الحركة.
نقلًا عن العدد الورقي الصادر اليوم "الثلاثاء"...
الجريدة الرسمية