مدينة طبية عالمية مصرية!
أكثر ما يحزنني هو سفر المصريين للعلاج في الخارج وخاصة المسئولين، وبالتحديد الكبار منهم مثل رئيس الجمهورية أو رئيسا الحكومة والبرلمان أو الوزراء وبالأخص وزير الصحة، حتى لو كان على نفقتهم الخاصة، لأن ذلك أكبر دعاية سيئة عن منظومة الصحة وفشلها..
وهنا أتذكر الرئيس الأسبق حسني مبارك حينما قام بإجراء جراحة بسيطة لاستئصال المرارة في إحدى مستشفيات ألمانيا، ويحكى أن أحد العاملين في المستشفى تعجب وقال هذا رئيس فاشل لأنه يحكم بلاده منذ ثلاثين عاما ولم يفكر حتى في بناء مستشفى واحد ذات جودة تعالجه، ولا أعلم إذا كانت الواقعة صحيحة أم كاذبة ولكنها حقيقة كاشفة ومؤلمة، لأن الأمور وصلت لدرجة سفر مسئولين كبار إلى الخارج لإجراء تحاليل طبية أو إشاعات تقوم بها معامل أو مستشفيات مصرية عادية، بل أحيانا يتم سفر مسئولين للعلاج عند أطباء مصريين في الخارج.
اقرأ أيضا : أوسكار جامعة الدلتا!
نحن دولة لم تأتِ من المجهول بل هي فعلا أم الدنيا وصاحبة حضارة 7000 سنة، ولدينا خبرة تراكمية في كل المجالات تجعلنا ننهض ونتميز ونفعل أفضل مما يفعله الآخرون، ولدينا علماء مصريون في الداخل والخارج يستطيعون تحقيق المعجزات، ولكن ينقصنا دائما العمل من خلال نظام منضبط وتجميع الجهود مع إرادة سياسية، وهذا متوفر حاليا، لذا يجب استثمارها، ومن هنا تأتي أهمية قيام د عاصم الجزار وزير الإسكان بوضع حجر الأساس لأكبر مدينة طبية متكاملة في الشرق الأوسط وأفريقيا "كابيتال ميد" بمدينة بدر، والتي تمثل نقلة نوعية تضع مصر على خريطة السياحة العلاجية العالمية.
د حسن القلا، رئيس الشركة المنفذة للمشروع، يقول إنه يسعى لإقامة مجمع طبي متكامل، بإجمالى استثمارات تتجاوز 18 مليار جنيه، ويساهم فى توفير 10 آلاف فرصة عمل على الأقل، وسيتم إطلاق الخدمة الطبية بالمرحلة الأولي للمشروع بعد حوالي (30) شهرا من الآن ويستغرق إنشاؤه من 3 : 10 سنوات، وينفذ على 4 مراحل، تشمل المرحلة الأولى منه المستشفى العام بطاقة 350 سريرا، ومجمع العيادات ومركز الإصابات والطوارئ، وفندق و11 مركزا طبيا متخصصا بطاقة إجمالية 2000 سرير.
اقرأ أيضا : الطرق والكبارى.. ليه؟!
إن الهدف من إنشاء "كابيتال ميد"، هو النهوض بمستوى خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في مصر، والوطن العربي، والشرق الأوسط، وأفريقيا، من خلال تطبيق المعايير العالمية المعمول بها للجودة، وأمن وسلامة المرضى، باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، وتقديم خدمات رعاية صحية متخصصة تلائم جميع شرائح المجتمع.
د حسن القلا صاحب المشروع حكى لي معاناته مع صغار الموظفين والمسئولين قبل تدخل د مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء لإزالة كافة العقبات أمام تحقيق هذا الحلم، أيضا الدور الهام للوزير المحترم د عاصم الجزار وزير الإسكان، وكذلك المستشار محمد عبدالوهاب رئيس هيئة الاستثمار.
وسام الاحترام لهم جميعا ولكل من يساعد في إقامة أي مشروع يفتح فرص عمل وانتاج جديدة تسهم في الارتقاء بالوطن، بالإضافة لهذه المدينة الطبية هناك أيضا العالم المصرى الدكتور أسامة حمدى استاذ الباطنة والسكر في جامعة هارفارد الأمريكية، يسعى حاليا إلى إنشاء أكبر مستشفى عالمي لأبحاث وعلاج السكر بالعاصمة الإدارية.
اقرأ ايضا : شيشة السيارات بمصر الجديدة
كما أن هناك مشروعات طبية كثيرة (قطاع عام وخاص) يتم إنشاؤها حاليا أتمنى أن تسهم في الحد من سفر المواطنين والمسئولين للعلاج في الخارج، وان تجذب الاجانب للعلاج في مصر، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني. بعض المستشفيات في أوروبا وأمريكا تحقق ايردادت أكبر من الدخل القومي للدول العربية البترولية، ومعظم الذين يعالجون فيها من منطقتنا العربية والإسلامية والأفريقية ومصر أولى بذلك وقادرة عليه.
ختاما أتمنى أن يكون للفقراء نصيب في هذا المشروعات الطبية الخاصة العملاقة من خلال تخصيص نسبة من إيراداتها أو أسرتها لعلاجهم في إطار المسئولية المجتمعية، والله الموفق والمستعان، ومصر تحيا بفضل جهود أبنائها المخلصين. egypt1967@Yahoo.com