رئيس التحرير
عصام كامل

حجة البليد: 30 يونيو فوضى للفلول


شيء غريب أن يعرف الإسلاميون، تيارات وأحزابا في مصر، "البير وغطاه" في حقيقة وصول "الإخوان" بـ"مرسيهم" إلى السلطة في مصر، ثم يصفون تظاهرات 30 يونيو المقبل بالـ "الفوضى" ومحاولة السطو على السلطة بغير وسائل ديمقراطية، كما جاء في تصريح المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية لبوابة "فيتو".


طبعا كلهم يعرفون السيناريو كاملا، وعلى الرغم من ذلك سأعيده "ملضوما" في خيط واحد:

ـ حذر وترقب في الأيام الأولى للثورة، حتى صباح يوم 28 يناير 2011، ثم ركوب الموجة لقيادة ثورة، تأكد لهم أنها بلا قيادة. انصهروا بين كل ما هو وطني، مسلم ومسيحي، حتى أن الواحد منهم كان يبحث عن مسيحية تصب الماء عليه في الوضوء، لإحكام السيناريو، ثم التصوير والبث عبر قناة "الجزيرة" ـ الراعي الرسمي اليهودي للمشهد الكلي.

ـ إشاعة الفوضى بالقتل العشوائي للثوار، بأسلحة الليزر على أيدي أعضاء "حماس" و"حزب الله"، من فوق أسطح العمائر والفنادق المحيطة بساحة التظاهر في "التحرير" و"عبد المنعم رياض"، بهدف إشعال الثورة كلما تعاطفت الجماهير مع الخطابات العاطفية لمبارك.

ـ الدفع بالجماهير للتصويت بـ "نعم" لإجراء الانتخابات قبل صياغة دستور، وهي سابقة لم تحدث في التاريخ، سواء في تأسيس دولة أو شركة، إذ لا يعقل أن يتم تعيين موظفين في شركة، قبل وضع الهرم الوظيفي، ولائحة العمل، بواسطة بخبراء، ثم الإعلان عن قبول موظفين في اختصاصات محددة وفقا لصالح العمل، ثم ترشيح المتقدمين قبل التوظيف، ثم قص شريط الإنتاج.

ـ بعد نجاح مخطط الإسلاميين ومواليهم بالتصويت بـ "نعم" لصالح الانتخابات قبل الدستور، دفعوا بمرشحين في كل الدوائر الانتخابية، حتى على مقاعد المستقلين، ليخالفوا القانون، وليكذبوا ما عاهدوا الجماهير عليه، "المنافسة على 30 % فقط من أعضاء البرلمان"، ثم يتعاهدوا مع السلفيين وجميع الأحزاب الإسلامية على التعاون، ليطلقوا القنبلة ـ التي توقعها الكثير من المتابعين ـ إذ أعلنوا عن ارتكابهم الكذبة الكبرى بترشيح إخواني لمقعد الرئيس، بعد إعلانهم عدم الإقدام على هذه الخطوة في هذه المرحلة.

ـ تجنيد خبراتهم في السمع والطاعة لخدمة اتفاقهم مع الأمريكان على بلوغ المراد في حكم العباد، وهو ما لم يكن معروفا وقتها، وظهر جليا الآن ما قد وقعوا عليه كثمن للوصول، ومن هذه البنود: تمرير بناء سد النهضة الإثيوبي، وتمرير مشروع استثمار محور قناة السويس لصالح إسرائيل بواسطة الصديقة قطر، وتمرير مخطط إعادة تقسيم حدود مصر الشرقية، ومبادلة الأرض بالأرض لصالح غزة وإسرائيل، وهذا يلزمه إزاحة كل من سيعارض مخططاتهم.

وفي رأيي، إن تنفيذ 20 % من سد النهضة الإثيوبي حاليا، ليس إلا "قرصة ودن" لمصر، تم الاتفاق قبلها على أن تهون جماعة بديع كاملة ـ بعضوهم في "الاتحادية" ـ مخاطر المشروع، ليبدأ التفاوض على تمرير مياه النيل عبر ترعة السلام إلى إسرائيل، لاحقا.

وما خطف الجنود السبعة أخيرا، بعد قتل زملائهم في رمضان الماضي، إلا محاولات تحرش صهيونية، متفق عليها أيضا، بين أعضاء الماسونية العالمية "الإخوان، وبني صهيون، وحماس"، بهدف إحراج الجيش المصري، وبالتالي قبول الدعوة بعد ذلك لمائدة حوار تستهدف تمرير مشروع مبادلة الأرض، لحل مشكلة غزة.

الغريب أن الإسلاميين يعرفون أكثر من هذه الحقائق، لأنها ليست جديدة، أو تخمينات تخصني، ولتعجبي من تشويههم الحراك السياسي الطبيعي ووصفه بالفوضى، قصدت إعادة التذكير بالسيناريو، الذي يتعامون عليه، وينكرون إياه، طمعا في الدنيا.
اللهم قوض بناءهم.
barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية